بدأ مونديال كرة القدم واتجهت دول العالم إلى هذا المونديال حتى زعماء العالم ذهبوا لمشاهده هذا المونديال. نسي العالم مجريات الأحداث التي تجري على الساحة الدولية. نسي العالم الحرب الروسية الأوكرانية. نسي العالم ما يجري في إيران من تقتيل واضطهاد وتعذيب واعتقالات المحتجين والمتظاهرين على نظام الملالي والثورة الخمينية. نسي العالم أن هناك حملة عسكرية برية وجوية تعدها تركيا للتوغل في الأراضي السورية. نسي العالم قصف إيران للمناطق الكردية في العراق، من غير سبب. نسي العالم كل شيء واتجهت أنظارهم إلى تلك الكرة التي لا يعدو حجمها حبة فاكهة يتقاذفها اللاعبون بأرجلهم لتحقيق فوز فريق على دولة أخرى، حتى اقتصاد العالم اتجه إلى تلك الكرة التي تقذف بالأرجل وأبرمت الصفقات المالية حول امتلاك أشهر اللاعبين بملايين الدولارات وأقيمت الرهانات بالمليارات على من الفائز والخسران. حتى نهاية شهر كامل ستكون عقول العالم مشدودة مع تلك الكرة المدورة. وفي نفس الوقت هناك من استفاد من التفات وسائل الإعلام إلى ذلك الحدث فاستغل هذا المونديال لتحقيق أكبر قدر من التقتيل كما هو حاصل في إيران فقد استغلت قوات الحرس الثوري انشغال وسائل الإعلام بهذه الكرة واستخدمت الرصاص الحي ضد المتظاهرين والمحتجين وأنزلت الدبابات في الشوارع وقتلت في أسبوع واحد أكثر من 460 شخصاً نصفهم أطفال دون أن يحرك ذلك شيئاً في الضمير العالمي؛ لأن الضمير منشغل بمتابعة المونديال رغم أن الفريق الإيراني امتنع عن ترديد السلام الإيراني تعاطفاً مع المتظاهرين والمحتجين على النظام والذين يطالبون بسقوط النظام ورحيله فوراً، وفي نفس الوقت نجد دولاً مؤيدة لهذا النظام في المونديال ظهرت فتاة إيرانية، وهي ترتدي قميصاً كتبت عليه الحرية للمرأة، وهو شعار المحتجين على النظام في إيران ولكن الأمن داخل المونديال طلب منها مغادرة الملعب. المهم في الموضوع أن العالم بأسره أصبح كرة قدم رغم أنها ملعب وكرة والزمن 90 دقيقة.

* كاتب ومحلل سياسي