من سيربح الحرب؟! هل المعسكر الغربي أم روسيا؟! فالحرب الدائرة ليست حرباً على حدود متنازع عليها كما يروج البعض بل هي حرب لإثبات مكانة الغرب كقطب أوحد للكرة الأرضية أمام دهاء روسيا وقوتها؟!!

فما بين عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على مستوى العالم ضد روسيا إلى مقاومة شرسة وإفقار لأوروبا نتيجة شح ضخ الغاز الروسي واللجوء لبدائل تعادل أكثر من ضعفين إلى خمسة أضعاف من السعر الروسي. فإلى أين يقودنا هذا الصراع؟!

ما بين تهديدات نووية إلى قيود اقتصادية واختبار أسلحة جديدة تغلي أوروبا، ولا يوجد صوت عاقل يقبل بحل وسط؟! إلى أين سيقودنا هذا الصراع؟! وهل أوكرانيا على استعداد لتحمل مزيدٍ من الدمار؟!! وهل أوروبا تستطيع تحمل حظر النفط الروسي بعد أن تقلصت مواردها من الغاز الروسي وأصبحت المصانع الأوروبية مهددة بالإغلاق؟!

إن قرار روسيا بحظر النفط الروسي على الدول التي فرضت سقف سعر 60 دولاراً للبرميل الروسي بداية من فبراير القادم وحتى يوليو، وهو الوقت التي يتم فيه ملء الخزانات في دول أوروبا لتعويض الاستهلاك في فصل الشتاء؟! سيؤدي إلى نتائج اقتصادية سيئة إن لم يكن هناك بدائل أوروبية مماثلة، وروسيا تقدم خصومات لشركائها الاقتصاديين عن السعر العالمي، فهي تبيع بالفعل بمبلغ 60 دولاراً للبرميل ولكن ردها هو لإثبات قدرتها وقوتها تجاه العقوبات.

إن الذين يطلقون عليهم العالم المتقدم يسعون لهلاك هذا الكوكب بخطى حثيثة ولا مجال لفض هذا الصراع، ولكن الأمل في أن نتخذ خطوات تحمينا من تبعاته.. فلا يوجد أمل ونحن على مشارف عام جديد بانتهاء الصراع الدائر في أوروبا.

إن التكامل العربي هو الحل والبحث عن بدائل لإنتاج الغذاء ومصانع تمدنا باحتياجاتنا خصوصاً أن لدينا الموارد والقوى العاملة، فالعالم العربي مليء بالمواد الخام والعقول البشرية التي تستطيع أن تكون أفضل من العقول الغربية، وحسناً فعلت الدول العربية عندما أعلنت شراكتها مع الصين... فالمعسكر الغربي يعمل على فرض هيمنته على العالم بشكل قد يقود الكوكب للدمار، فلن يربح أحد من هذا الصراع الدائر بين أوكرانيا ممثلة الناتو وروسيا التي تدافع عن مكانتها وأنها لم تعد إرثاً منسياً، بل تثبت نفسها قُوَّةً يجب أن يعمل لها حساب.

والأهم ألا ننحاز إلى أي جانب، فالحروب كلها خسارة، والإجراءات المتخذة من كلا الجانبين تضيق الحياة على الكوكب وتقربنا من كارثة لا يعلم مداها سوى الله.