من يعرف هاجر الفضالة يجدها متصالحة مع نفسها ومتفائلة دائماً، فهي سفيرة الإيجابية وجودة حياة تقول «تفاءل بما تهوى يكن.. فلا يوجد شيء اسمه مستحيل، كل شيء ممكن تحققه على أرض الواقع إذا آمنا بقدرتنا، فالحياة جميلة جداً، والأجمل أن نستمتع بجميع مراحلها، وأن نطوّر من أنفسنا بأكثر من جانب ولا نحصر اهتمامنا بجانب واحد فقط».

من هذه الإيجابية كان إصدار كتابها الأول «أمثال بحرينية بخربشات كارتونية» نابعاً من إيمانها بذاتها وإيمانها بتطويع مهارتها لخدمة الوطن والمجتمع بكافة أفراده. جاءت ولادة هذا الكتاب لانجذابها بالأمثال الشعبية التي تُطرب مسمعها والتي تختصر الحكمة والعبرة والسخرية في مواقف معينة والتي تُعد امتداداً للموروث الشعبي البحريني الأصيل.

ربما يختلف كتاب هاجر الفضالة عمن سبقها من الكتب المتخصصة في توثيق الأمثال الشعبية وتراث البحرين والموروث الشعبي، وغالباً ما تكون بطرق تقليدية، أما هي فقد سخرت مهاراتها في الرسم في تحويل الأمثلة إلى رسومات بحيث يساير المحتوى مظاهر التواصل الجديد في زمن العولمة والتي تستهدف جميع المهتمين بالموروث الشعبي والأمثال البحرينية وخاصة المراهقين والناشئة لقلة إلمامهم بالموروث الشعبي البحريني، فحرصت بطريقة مبتكره ليتعرفوا على هذه الأمثال كونها تربويةً سابقةً ومؤمنةً بأن الصور في كثير من الأحيان تكون أشمل في تحقيق الهدف لما تمتلك من القدرة على ترسيخ المعلومة وإيصالها بسرعة.

الكتاب اشتمل على 210 أمثال مصورة، وصنفت الأمثال كما سلسلتها بـ«الدروازة»، أمثلة خاصة بالبحر والحيوان والطعام، وأمثلة خاصة بالنساء والنبات والجسم، وغيرها، فقد كرّست عاماً كاملاً في تعريف المثل من خلال الرسم الكرتوني ليعكس مضمونه وتضمين بعض الألفاظ الشعبية التي تم تناولها في الرسم.

حفل تدشين الكتاب كان ملهماً ومختلفاً حضره عدد من الإعلاميين والصحفيين والفنانين ونخبة من المهتمين بالتراث البحريني والباحثين والمؤرخين، والذي كان برعاية كريمة من السيدة لولوة الرميحي عضو مجلس النواب.

طموح هاجر الفضالة بعد نجاح التدشين هو طباعة الكتاب باللغة الإنجليزية حتى يصل للجميع وخاصة غير الناطقين باللغة العربية ويتعرّفوا على ثقافة مملكة البحرين من خلال الأمثلة الشعبية برسومات كارتونية.