عادت الحياة لعهدها السابق، وعادت عجلة السياحة والاقتصاد للدوران، وبدأ السياح بالتوافد والمعارض والمؤتمرات بالانعقاد، فهنا افتتاح صالة أرض المعارض الجديدة، ومعرض المجوهرات ومعرض الخريف، ومعرض للعقارات، والكثير من الفعاليات المتعلقة بالفنون والفرق الموسيقية وحفلات مسرح الدانة، وسط إقبال محلي وخليجي كبير، فالتذاكر تنفذ بسرعة البرق، وتذاكر دخول المعارض تطرح أون لاين لتلافي الزحام والفوضى وكل ذلك يشير إلى النجاح الكبير في إعادة الحياة إلى ما كانت عليه والعمل على إعادة البحرين للواجهة السياحية مرة أخرى.

عادت أغلب الأنشطة والمعارض للحياة، ولكن للأسف لم يكن لمعارض الكتاب الخاصة حضور خلال الفترة المنصرمة، فلم تتم إقامة معرض الكتاب الدولي، ولم تتم إقامة معرض الأيام للكتاب، ولا حتى معارض الكتاب الأهلية البسيطة كان لها حضور، فمعارض الكتاب غابت عن المشهد بشكل كبير وسط تعدد معارض الكتاب في الدول المجاورة.

فجارتنا الكبيرة أقامت معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض القصيم وجدة والشرقية قريباً، وكان لبقية الدول حضور كذلك بشكل سنوي، ما عدا مملكتنا الحبيبة التي ألغت الفعالية في عام 2022 ولم يتم أي إعلان عن إقامة معرض للكتاب في 2023 كذلك لحد الآن.

إن لمعارض الكتاب دوراً كبيراً في إثراء المشهد الثقافي للمجتمعات، فالكثير ممن لا يملك الوقت والموارد للحصول على الكتب التي يبحث عنها يجد في معارض الكتاب ضالته في ظل وجود دور النشر الكثيرة، إضافة لوجود تنافسية الأسعار التي تكون دائماً أقل من سعر المكتبات والتنوع الكبير في الكتب والمشاركات من مختلف دور النشر.

فمعارض الكتاب تحمل قيمة ثقافية كبيرة تتمثل في تعزيز الوعي ونشر الثقافة بمختلف أنواعها، ومحاولة تعزيز ثقافة القراءة للوصول إلى مجتمع قارئ ومطلع على أحدث الإصدارات وخلق جو إيجابي لتجمع القراء، إلى جانب ذلك هناك قيمة اقتصادية كذلك لمعارض الكتاب كحال بقية المعارض وله زوراه ورواده من داخل البحرين وخارجها.

نتمنى أن نشهد إقامة معرض كتاب في القريب العاجل، ومع عودة معرض الكتاب الدولي نتمنى إقامته بشكل سنوي أسوة ببقية الدول وليس كل عام «وترك» كما كان الحال سابقاً.