سواحل وشطآن مهملة، ومرافق تحتاج إلى عقول حقيقية تنمّي وتطوّر وتستحدث أفكاراً. ولنا في الرياض أمثلة حية على هذه الثقافة، ثقافة السياحة بمضامينها المختلفة والمتنوعة، حيث تطالعنا الصحف وحسابات التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر بترويج لفعاليات لا تعدو أن تندرج تحت فئة الفعاليات المعتادة والمتكررة، ووفق مساحات صغيرة تضج بالزوار والقادمين المتعطشين للفعاليات وللأنشطة والبرامج، حتى سياحة الأعراس لم تعد جديدة ولا تمثل السياحة بمفهومها الأشمل.

لم لا نعتمد على الجوانب الناجحة ونعمل على تطويرها وتحسينها كمرحلة أولى؟ لماذا لا نضع خططاً زمنية وجدولة للمواقع الحالية على أرض الواقع لنطورها؟ ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية بتنفيذ الأفكار الجديدة أو على الأقل المستنسخة من دول الجوار، سوق المحرق القديم مثال على الأسواق التي مازالت تلاقي رواجاً وتعد مزاراً للسياح، ماذا لو تمت تهيئته وإعادة بنائه وتطويره وتهيئة المرافق لكي يكون وجهة حقيقية وفعالة وذات عائد اقتصادي، سوق للمشاة تتوافر به كافة المقومات من خدمات عامة وسياحية، وسوق المنامة كذلك كونه قابلاً للتطوير والتهيئة لما يملكه من بنية تحتية.

نملك المقومات ونملك الشواهد ونملك حتى السواحل والشطآن، ولكن لا نملك ثقافة الابتكار والتطوير واستحداث الفعاليات وخلقها، فصناعة السياحة تحتاج لخطط واقعية تطرح، ولمستثمرين قادرين على إنجازها برؤية رسمية واضحة المعالم تهيئ كافة عوامل النجاح، هناك مواقع جاهزة تحتاج فقط لاستنساخ تجارب الآخرين، وإن تم استثمارها سياحياً سيكون العالم أجمع موجوداً لدينا في البحرين. فمن يرغب في السواحل العامة والشطآن سيجدها لدينا، ومن يرغب في التراث والسواق سيجد ضالته عندنا، ومن يرغب في المعارض والتسوق فالمباني قائمة ومهيأة.

استبشرنا خيراً بإنشاء واستحداث وزارة مخصصة ومعنية بالسياحة، وننتظر الآن أن نرى البداية الفعلية لعمل هذه الوزارة على أرض الواقع، خاصة وأننا نرى في وزيرة السياحة الرغبة الصادقة والجدية في تحقيق الطموحات، كما أننا نعلم تمام العلم بأنها بحاجة إلى التعاون والتكاتف من قبل كافة الوزارات ذات العلاقة.

طموحنا أن نرى أوجه السياحة المتعددة تطبّق في البحرين، وننطلق منها إلى أبعد من ذلك لنصل إلى السياحة الرياضية والعلاجية والتعليمية، ولكن لابد من تحديد نقطة الانطلاق، وليتها تكون من الموارد المتاحة فعلياً ومن البنية القائمة، ومنها إلى الأفكار الجديدة والمتطورة.