* للمشاعر قوة جاذبة وخفية لا يستشعر بها إلا أولئك الذين منحوا أنفسهم مساحات من الاستمتاع بلحظات الحياة السعيدة، وحولوا كل لحظة إلى (لطائف من المشاعر) يتذوقون أثرها في نفوسهم، ويحصدون ثمارها اليانعة كل يوم جديد لتضاف إلى أعمارهم بمشاهد جليلة. أولئك من تستمتع للجلوس معهم وتتبادل معهم "جمال الحياة"، وهم من يجذبون مشاعرك فيقدرون كل لحظة تشاركهم فيها أفراح الحياة وسعادة اللحظات. تتجمل مشاعرنا بالحب وبالسعادة من أجل نستمتع بكل موقف، ولا نستبدلها بطوفان "السلبية المقيتة"والتفكير العقيم في مشكلات الحياة.

* من جمال المشاعر تلك البهجة العارمة والصور الجميلة واللحظات السعيدة التي شهدناها في قاعة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة بجامعة البحرين وفي أروقة الجامعة. لحظات مليئة بالسعاة والفرح جمعت الطلبة مع أولياء أمورهم وزملاء الدراسة الجامعية. جميلة هي "صور التخرج" التي تبقى في الذاكرة تتعانق مع صور التخرج من المرحلة الثانوية والتخرج من "الروضة" لتجمل مشاعر الحياة ومشاعر الأسرة وتعب الآباء والأمهات الذين يشهدون ثمار تعب السنين وكد الحياة. وتبقى اللحظات الأجمل والتحدي القادم الأهم بالالتحاق بسوق العمل، الذي يجب أن تفتح أبوابه ليمارسوا دوهم في خدمة الوطن وبناء مستقبلهم. سنوات مضت من تعب الدراسة، آن لها الأوان بأن تكلل بميدان زاخر بالعطاء يستثمر فيه الشباب كل طاقاتهم وجمال مشاعرهم ليتألقوا ويبدعوا حباً للوطن العزيز.

* من جمال المشاعر أن تلتف القلوب حول "القائد المؤثر" الذي نذر حياته ليكون ملهماً في حياة الآخرين، ومؤثراً في عملهم، ومُحفزاً لعطائهم، فيحق لتلك القلوب أن تفخر بقائد يُقدر نشاطهم الزاخر، ويتألق معهم في ميدان عملهم، فهم يعملون بكيان واحد وأسرة واحدة تنظر للتميز والتغيير بنظرة إيجابية مؤثرة، فتسير لتواصل الإنجاز بلا كلل أو ملل، فهدفها الأسمى أن تكون صانعة للتغيير والأثر الجميل، وأن تكون صورة جميلة تُعلق في جدران مؤسستهم العامرة بالخير. من كانت مشاعره "مُرهفة وجميلة" ومُعلقة بما عند الله عز وجل، وصادقة مع نفسها ومُحبة لذاتها ولميادين الخير، فإنك تجده دائماً يتشوق للقياك، ويُبادر لكون أول المتواصلين معك من أجل أن يقتنص كل فرصة خير تزيده خبرة وعطاء في مجال عمله. القائد هو من يرسم الطريق الصحيح للعطاء، و"المشاعر" هي التي تُزين هذا المسير بجمالها ونسيمها الزاكي.

* تجده حريصاً على رسم ثقافة مؤسسية واضحة المعالم مبنية على قيم وأسس ذاتية واضحة، أخلاقه العالية تتحدث عنه، وأفعاله تصنع الأثر الجميل، تجده أول المبادرين في يوم جديد ليكون على مكتبه يمارس فيه أعماله دون تضييع للأوقات، فقيمة الوقت لديه عالية جداً يحترمها ويقدرها فلا ينصرف دون أن يستكمل ساعات عمله. تراه لا يستصعب المهام ويبذل قصارى جهده ليكون "الأول" في كل مهمة، والأكثر نشاطاً في كل عمل، فيُجبر قادة العمل ليكرموه بوسام التميز ويكون له أوفر الحظ والنصيب في تبوُّء المناصب القيادية المتقدمة. يتمتع "بسلام وأمن نفسي" ولا يتذمر من المشكلات، بل يحولها إلى حلول مستديمة، ويتحدى الظروف ليكون هو المنتصر على كل العوائق التي تعترض طريقه. هو بلاشك يمتلك مشاعر ناضجة وحباً للعمل وولاء للفكرة وسعادة بتلك الأوقات التي يقضيها في الإنجاز. تسعد بجمال مشاعره كلما جلست معه، وبابتسامته ونواياه الصادقة، وقوّة تأثيره في محيطه، وبحديثه المفعم بالإيجابية وحب الإنجاز.

ومضة أمل

مفاتيح "المشاعر" تملكها تلك النفوس الآمنة التي جعلت قلوبها مراسي للسعادة، ومأوى للمحبة. إنها مفاتيح تفتح القلوب وتنشر الأمل وتكتب الخير، فلا يهمها عبارات الإطراء والتبجيل، ولا سطور النفاق والتبجيل الذي يقدح صدق النوايا، بقدر ما يهمه رضا المولى الكريم ورضاها الداخلي الذي يصنع المعجزات.