اختتمت مساء الخميس فعاليات قمة الرياضة البحرينية التي أقيمت بتوجيه من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وحظيت بفرصة المشاركة في هذه القمة والاستماع والاستمتاع بالمحاور المختلفة والمتحدثين المتنوعين ما بين المحليين والخارجيين وسط تفاعل كبير من المختصين والمتابعين للقطاع الرياضي البحريني.

كان المحور الأول هو محور الاستثمار الرياضي والذي أتى تحت شعار «استثمر - تحول – أنجز» عاكساً سقف الطموحات والمفتاح الرئيس للتنمية المستدامة في القطاع الرياضي. في هذا المحور كانت هناك العديد من الأوراق المهمة، ولكن لفت انتباه الجميع الدكتور فيصل الملا في ورقته المتعلقة بالإدارة الرياضية والاستثمارية في الأندية وكيفية الوصول للتمويل الذاتي، مستشهداً بالتجارب العالمية وأبرز الممارسات في مجال الاستثمار الرياضي.

كانت ورقة الدكتور فيصل مهمة جداً والتجارب التي طرحها ملهمة، ولكن المتابع للوضع المحلي ستتبادر إلى ذهنه الكثير من الأسئلة حيال إمكانية أو واقعية تنفيذ هذه التجارب على الأندية المحلية. وكنت أتمنى لو أُدرج محور فرعي تحت الاستثمار وهو محور الإعلام الرياضي ودوره في الحصول الرعاية اللازمة والاستثمار في اللاعبين وتحويل الهوية الرياضية إلى هوية تجارية، كما يتم من خلال هذا المحور الفرعي الخاص بالإعلام «رأيي الخاص إنه يحتاج لمؤتمر خاص بأكمله»، تسليط الضوء على دور القناة الرياضية وإمكانياتها وحضورها، مقابل الحسابات الرياضية المحلية الخاصة. في ورقة أخرى تناول السيد نبراس طالب رئيس اللجنة المنظمة للقمة آلية تحويل الأندية إلى شركات تجارية والفرص التي تتمحور حول ذلك، كيف ستكون الأندية مقتدرة ذاتياً بعد هذا التحول، مما سيزيد من إمكانيات الأندية وإيراداتها، إلا أن وجود هذا الكم من الأندية في البحرين سيصعب من هذه المسألة ويجب العمل على الدمج كما حدث في السابق.

وفي محور الذكاء الاصطناعي في الرياضة، تحدث الدكتور جاسم حاجي رئيس محور الذكاء الاصطناعي في القمة ورئيس المجموعة العالمية للذكاء الاصطناعي عن العديد من المبادرات التي يمكن أن تحدث تحولاً كبيراً في الرياضة المحلية، ولكن سمعت خلال هذا المحور العديد من الأحاديث الجانبية خلال الـCoffee Break أننا مازلنا بعيدين كل البعد عن الذكاء الاصطناعي بما أن دورينا لا يوجد فيه حتى تقنية الـVAR.

أما المحور الثالث فلقد كان الأكثر إمتاعاً مع نخبة المتحدثين والحديث عن الأداء الرياضي والتغذية، والصحة النفسية للاعبين والرياضيين. وكالعادة يتألق الكابتن نبيل طه في الطرح في حديثه عن التنشئة الرياضية الصحية لإيجاد جيل من الرياضيين ينافس في جميع المحافل ويرفع اسم البحرين على كافة المنصات.

توصيات كثيرة ومتنوعة ومهمة تمخضت عن هذه القمة، ولذلك سيكون هناك الكثير على كاهل المعنيين بمحاولة عكس هذه التوصيات وتنفيذها على أرض الواقع، وهذا لن يتم إلا عن طريق العمل الاحترافي ووضع خط زمني لتنفيذ هذه التوصيات للوصول للمخرجات المرجوة.