في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها المدن الإيرانية والانتفاضة الشاملة ضد النظام الديكتاتوري للطاغية خامنئي وزمرته الفاسدة ورغم القمع القهري الذي تواجهه الجماهير الإيرانية من قِبل قوات الثورة الخمينية واستخدام الرصاص الحي ضد الغاضبين والراغبين بإزالة ورحيل النظام الدكتاتوري الفاسد، إلا أن الشعب الإيراني يواصل انتفاضته داخل إيران في العاصمة طهران والمدن الكبيرة، أصفهان ومشهد وشيراز. في الوقت الذي تظهر فيه المعارضة الإيرانية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث رعى ولي عهد إيران رضا محمد رضا بهلوي أكبر تجمّع للمعارضة بدعم أمريكي معلناً بذلك بدء رحلة التغيير التي أتت بها الولايات المتحدة وأسقطت حكم الشاه، تعود أمريكا اليوم لتعلن أن النظام كان على موعد مع نهايته التي بدأت سنة 1979 وستنتهي قبل نهاية 2023. المتأمل للمشهد يعتقد أن الولايات المتحدة قد أخطأت في إزاحة الشاه وأتت بالخميني بدلاً منه، إلا أن الواقع هو أن الثورة الخمينية لها بداية ولها نهاية مبرمجة في كمبيوترات الـ«سي آي إيه»، شأنها شأن «القاعدة» و«داعش» وأفغانستان وغيرهم، ممن أتت بهم أمريكا، وهي من تزيلهم بعد أن انتهت مصالحها منهم، وإذا اشتد حجم المظاهرات بالداخل الإيراني والمعارضة بالخارج المدعومة من أمريكا، فقريباً جداً ستنتهي الثورة الفاسدة الإرهابية الثورة الخمينية ولكن يبقى السؤال، لماذا اختارت أمريكا ابن الشاه المقيم في فرنسا ليقود تجمع المعارضة في أمريكا؟ فهل تُفكّر أمريكا بعودة أسرة الشاه إلى الحكم من جديد بعد أن تغيّر نظام الحكم في إيران؟ أم أن يعود ولي العهد الإيراني رئيساً لإيران؟ أم أن تكون في أروقة المخابرات الأمريكية خطة أخرى لقيادة إيرانية من جديد؟ هذا خارجياً، في داخل إيران هل يرغب الشعب الإيراني في عودة حكم الشاه من جديد؟ أم فقط التخلص من نظام الديكتاتور علي خامئني وملالي إيران لتأتي قيادة جديدة تتيح للشعب الإيراني التطلُّع إلى النظام العالمي المتطوّر في كل الاتجاهات؟ عقارب الساعة تجري مسرعةً لتستقر في النهاية على نهاية هذا الحكم.

* كاتب ومحلل سياسي