مسيرة وطن مداها أكثر من مئة عام، حددت هذه المسيرة عمق وإستراتيجية ذلك الكيان الذي بدأ من الصحراء معلناً ذلك الشموخ والرفعة والبناء، إنها مسيرة بطل انطلق من الصحراء بأربعين رجلاً ليستعيد ملك آبائه وأجداده، وكانت الرياض أول قلعة في تلك المسيرة حينما صاح المنادي الملك لله ثم لعبدالعزيز آل سعود. بعدها تتابعت المدن واحدة بعد الأخرى معلنة تاريخ الجزيرة العربية تحت لواء الملك عبدالعزيز باسم المملكة العربية السعودية، وبدأ المؤسس رسم إستراتيجية الوطن الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وكان ذلك اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز آل سعود بالرئيس الأمريكي روزفلت على ظهر الباخرة الأمريكية «U S N كونسي» عام 1945 بدء العلاقات الإستراتيجية ليس للمملكة فحسب بل للوطن العربي، وتوالت اللقاءات بين ملوك المملكة العربية السعودية وزعماء العالم لتعميق أواصر الصداقة الإستراتيجية حتى وصل التاريخ إلى 2016 في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي حقق للوطن معطيات الخير والنماء وأن تكون المملكة العربية السعودية شاهداً على تطور لا مثيل له، وفي نفس العام قيض لهذا الوطن الشاسع ولي عهد المملكة ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ليعلن عن ميلاد رؤيته المباركة 2030 ويعلن تحولاً شاملاً في البلاد اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وبدأ بمسيرة خالدة تحت توجيهات والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بدأها الأمير الفذ بأن ضرب عهداً على نفسه بالقضاء على التطرف والإرهاب والفساد والفكر الضال، وقال لن أستثني أحداً وبدأت رحلة جديدة للوطن الحبيب، فقد كرس الأمير المجدد المخطط الإستراتيجي نفسه ووقته لخدمة الكيان الكبير فحول التراب إلى ذهب وحول الجبال إلى مدن شاهقة تحاكي أبهى مدن العالم، وحطم الأقفال وحقق الأحلام وفتح أمام المرأة كل المجالات، فأصبحت المرأة تقود السيارة وتفتح محلها التجاري وتبيع وتشتري وأصبحت سفيرة لبلادها في العالم، إنه الأمير الشاب صانع المعجزات الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، هكذا بدأت مسيرة وطن وهكذا تواصل المسيرة طريقها نحو البناء والنماء، حتى أصبحت قاب قوسين من رئاسة مجموعة العشرين، وأن تتزعم العالم اقتصادياً وسياسياً، نعم هكذا تحدث القلم.

* كاتب ومحلل سياسي