ونحن على أبواب رمضان زادت التطمينات حول استقرار أسعار السلع الغذائية كما أن هناك تأكيدات أن أسعار الشحن البحري تراجعت بنسب تتراوح ما بين 100% و300% خاصة من الصين. والحمدلله كثيراً على ذلك، فما شهدته الأسواق في الشهور الماضية كان مزعجاً للجيب ومتعباً لجميع الأسر بغض النظر عن مستواها المادي. والمهم أن لا تسرف الأسر في الشراء وأن تلتزم بالأساسيات فقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من الإسراف في قولـــــه تعالى في كتابه الكريـــــم «.. وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا، إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ».

من جانب آخر، ها هي فرصة تهل من جديد للمرء ليعيد حساباته مع دينه وربه فرمضان شهر الغفران حيث تفتح فيه أبواب الجنة وتقفل فيه أبواب النار. فالتوبة عن المعاصي والكبائر فرصة عظيمة يقدمها رمضان مثل كل عام لمن يريد أن يتطهر من ذنوب الماضي.

وأذكر صديقاً كان مستهتراً في حياته ومر بجميع الظروف الصعبة بسبب بعده عن ربه لكنه قرر -والهداية بأمر الله وحده- في إحدى السنوات وخلال رمضان أن يترك ماضيه ويفتح صفحة جديدة لا تلوثها الذنوب. وقد استثمر الأجواء الروحانية التي يوفرها رمضان فعاد إلى ربه واستغفر وتاب ومازال حتى اليوم مواظباً على العبادة والتقرب من خالقه سبحانه.

وعلى الرغم من تحديات الحياة التي لا تنتهي والمصاعب التي لا تتوقف إلا أنه يشعر براحة كبيرة واطمئنان لا مثيل له فلم تعد تغريه مغريات الحياة على الرغم من كثرتها وأصبح يفضل طاعة الله على أي أمر آخر. فهنيئاً له هذا الاطمئنان والهدوء وعسى أن يعيشها غيره.

والقصص الشبيهة كثيرة والعبرة أن ينظر المرء لرمضان بأنه فرصة الفرص وعليه أن يستثمرها استثماراً يفيده في حياته وآخرته. اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، وكل عام وأنتم بخير.