في أجواء رمضانية مليئة بالروحانية والإيمان أكتب هذا المقال الذي بين أيديكم أعزائي القراء، فقد كانت رحلتي إلى أطهر بقاع الأرض إلى بيت الله الحرام، العمرة في رمضان مختلفة لا تنسى فيها تشعر بالشوق والقرب من الله تعالى، فهي تعادل حجة كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فما أن تصل إلى المسجد الحرام حتى يأسرك جمال المكان وروحانية الأجواء، فقد كانت الساحة المحيطة بالكعبة المشرفة مليئة بالمصلين من مختلف أنحاء العالم، الذين جاؤوا يؤدون مناسك العمرة ويستجيبون لنداء الإيمان.

أداء مناسك العمرة في شهر رمضان مؤثرة، فقد شهدت تلاوة القرآن الكريم بأصوات ندية وتراويح رمضانية مباركة، حيث امتزجت الأصوات بتكبيرات الله أكبر وسبحان الله العظيم، وبعد أداء العمرة والصلاة في المسجد الحرام، كنت محظوظاً لأنني تناولت إفطاري مع المصلين من إخوتي في الإسلام من شتى أصقاع المعمورة، كان هذا الإفطار مميزاً وإن كان بسيطاً من بضع تمرات وماء ولبن تم توزيعه على الجميع بالتساوي تستشعر معه بأجواء تملؤها المحبة والتكافل والمساواة بين المعتمرين فلا فرق بيننا وإن اختلفت ألواننا ولغاتنا إلا أن ما يجمعنا هو هذا الدين الخالد إلى أن تقوم الساعة.

كلمة حق لابد وأن تقال بحق المملكة العربية السعودية، فوسط الملايين من ضيوف الرحمن من المسلمين في العالم يتجلى حقيقة تألق المملكة أعزها الله ورفع رايتها في تنظيم موسم العمرة، هذا الحدث الروحي وتسهيلها للمعتمرين يستحق الإشادة، فمنذ أن وصلت إلى مكة المكرمة بعد رحلة سلسة ومريحة شهدت بنفسي الجهود المبذولة من قبل السعودية لاستقبال المعتمرين بكل حب واحترام، كان التنظيم لحركة الأفواج بشكل محكم وعلى أعلى مستوى مع توفير كافة سبل الراحة والأمان للزوار، كما لا يمكن إغفال الدور الذي تلعبه المملكة في تطوير المشاعر المقدسة وتوسعتها لاستيعاب أعداد أكبر فقد صليت في التوسعة الجديدة للملك عبدالله وإن لم تكتمل إلا أن هذه التوسعة تستوعب الكثير من المعتمرين.

همسة

القرب من الله لذة ومتعة لا يمكن بسهولة أن توصف في مقال، فأداء العمرة في رمضان فريدة من نوعها تزداد الإيمانية والروحانية بشكل كبير، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي أقوم بها، ولكن كانت هذه المرة استثنائية للغاية.