- في الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام يحتفل العالم العربي بيوم اليتيم العربي الذي يعد وسام خير وتشريف لكل من نذر حياته ليكون عوناً وسنداً للأيتام. فهناك العديد من الطاقات الخيرية التي نذرت حياتها لعمل الخير وخدمة الأيتام بوجه خاص، وفي مقدمتهم جميع المخلصين المجدين من العاملين في المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية التي رسم طريقها الجميل في صنع الأثر في حياة الأيتام وأمهاتهم، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، حيث أمر بتأسيسها في العام 2001 وتطور عملها إلى أن أضحت اليوم كياناً خيرياً وإنسانياً شامخاً في سماء الخير، وتقدم مختلف الرعايات الإنسانية الشاملة للأيتام وأمهاتهم حتى يكونوا لبنات خير ونهضة لهذا الوطن العزيز.

ويحق لنا أن نفخر بهذه المؤسسة العريقة في خدمة الأيتام حيث قدمت ومازالت العديد من المشروعات والبرامج ذات الأثر في حياة الأيتام، فعدد كبير منهم ممن ترعرع ونشأ في ميدانها في سنوات خلت، قد تغيرت حياتهم وأضحوا اليوم في مراكز متميزة في المجتمع وكوّنوا أسرهم التي بلاشك ستكون الأسر ذات الأثر الممتد، فجزى الله جلالة الملك خير الجزاء على ما قدم، ونسأله تعالى أن يجعل عمل هذه المؤسسة صدقة جارية ممتدة لجلالته بكل يتيم يكفل وتقدم له أفضل الخدمات.

- في أيام رمضان تتجدد تلك الإيمانيات الجميلة التي نلقاها في في «مواعظ الخير» في المساجد، وسط حشود من «الملائكة» التي تلتمس مجالس الذكر. هي بضع دقائق، ولكنها مكسوة بأجور مضاعفة من الحسنات وظلال الطمأنينة والسكينة، والأجمل بأن «يذكرنا الله تعالى فيمن عنده».

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده».

وقال صلى الله عليه وسلم: «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا: هلُموا إلى حاجتكم. قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا». أولئك الذين يقول عنهم المولى عز وجل للملائكة: «فأشهدكم أني قد غفرتُ لهم».

- إن لم تتغير فمتى ستتغير؟ إن لم تراجع اليوم فصول حياتك التي مضت وتصحح من مسارك وترتقي بنفسك، فمتى يا ترى ستتمكن من ذلك؟ كلنا نحتاج إلى إعادة الحسابات وإلى التغيير «من استوى يوماه فهو مغبون» فاليوم ليس كالأمس، والغد ليس كاليوم، فهناك التغيير الذي ننشده في حياتنا من أن نكون ذلك المثل الأعلى في الحياة، والمثل الأجمل في «بصمة الأثر الجميل».

في ميدان رمضان فرصة ذهبية لتتمكن من ذلك، بأجوائه وروحانيته وجمال الكون في ليالي الشهر الفضيل.

إنها طاقة ربانية مُهيبة يجب أن نتزود منها ليوم المعاد، ونغير من نمط الحياة الرتيب، ونعزز من قوة يقيننا بمعية المولى الكريم، ونجعل أيام حياتنا القادمة من أجمل حياة «العطاءات».

ودائماً حاسب نفسك واسأل نفسك ماذا قدمت «لذاتك» وماذا صنعت من أثر محمود في الكون؟ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «حاسبوا أنفسكم قبل تُحاسبوا، وزِنوا أنفسكم قبل أن تُوزنوا، فإنه أخفُّ عليكم في الحساب غداً أن تُحاسبوا اليوم، وتزيَّنوا للعرض الأكبر «يومئذ تعرضون على تَخفى منكم خافية».

- هناك أيادٍ خفيّة تعمل في الخير، تُجهّز ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، تبذل الغالي والنفيس من أجل أن ترسم الابتسامة على وجوه الآخرين وتسعدهم في ميادين الحياة، وتستثمر كل طاقتها من أجل أن تكون ساعية في الخيرات تقضي حوائج الآخرين، ولا ترضى بأن تكون الأقل من بين الآخرين، بل تكون في مقدمة ركب أصحاب البذل والعطاء في دروب الحياة.

ومضة أمل

اللهم بلغنا قيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً.