«المؤمن لازم يكون متفائل، واحنا من مدرسة التفاؤل، والحقيقة السبب هو أنتم، أخلاق البحرين وأهل البحرين هي اللي تدفع الإنسان إلى التفاؤل وإلى الإنجاز العظيم».

بهذه الكلمات اختتم سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك بلادنا المعظم لقاءه مع أهالي المحافظة الشمالية.

رنّت هذه العبارة الملكية السامية التي قالها سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم في قلبي قبل أذني، فما أبلغها وما أحكمها. وهي درس من الدروس الجلية التي يعلمنا إياها سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم كمنهاج للحياة، فما أعظم سمة التفاؤل التي دعا إليها ديننا الإسلامي الحنيف، فلقد اهتم الإسلام بالتفاؤل اهتماماً كبيراً حيث سلك كل سبيل في غرس روح التفاؤل في المجتمع المسلم، وحثّ المسلمين على الرجاء والأمل الذي يدفعهم للانطلاق والجد والعمل، وأرشدهم لترك اليأس والقنوط والإحباط مهما اشتدت بهم الظروف، فالتفاؤل هو أعظم سلاح يواجه به الإنسان المواقف المختلفة في الحياة. فالتفاؤل يبعث في النفس الرجاء ويقوي العزائم ويبث الأمل في النفوس، وهو نوع من أنواع التوكل على الله عز وجل وحسن الظن به.

وما أجمل أن يربط سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم سبب تفاؤله «بأخلاق أهل البحرين» حيث إن ثقة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله هي في أبناء شعبه المخلصون وأخلاقهم الرفيعة وسماتهم الأصيلة هي الدافع وراء التفاؤل.

رأيي المتواضع

دورس وعبر وحكم نتعلمها من حضرة صاحب الجلالة ملكينا المعظم الغالي، ففي مثل هذا اللقاء، أمسك جلالته بيد الدكتور الفاضل علي فخرو أمام جميع رواد مجلسه العامر قائلاً جلالته «الدكتور علي بالنسبة لي هذا «أستاذي» تعلمت منه الكثير»، وسأقف عند هذا الحد من الاقتباس. لله در تواضعكم يا سيدي، لله در التقدير والعرفان يا سيدي.. ملك من سلالة ملوك يصف أحد رعاياه وأحد العاملين في الدولة في وقت ما بكلمة «أستاذي» ويقدر دوره بهذا الشكل الراقي.

دروس وعبر يسطرها لنا مليكنا الغالي تستحق أن تُكتب بماء من ذهب، وتستحق أن تكون منهجاً يتبعه الآخرون.