منذ انطلاق عاصفة الحزم، وتبعتها عملية إعادة الأمل في اليمن، والجميع اتجهت أنظارهم إلى اليمن السعيد، للوقوف ضد تهديدات جماعة الحوثي المتطرفة، وعودة الشرعية إلى الدولة، وإنهاء الانتهاكات المتكررة تجاه اليمنيين.

حقيقة، العمليات العسكرية هناك أدت إلى إنهاك جماعة الحوثي، وإلى وقف مشروعهم في أن يكونوا قوة مهيمنة في المنطقة، كما أن انحسار قوتهم وتراجعها إلى بعض المناطق، كان مجدياً جداً.

الآن هناك خطوات جديدة، في ظروف جديدة بعد الاتفاق بين المملكة العربية السعودية وإيران، والجميع ينتظر ماذا ستسفر عنه هذه الخطوات نحو المستقبل في دولة منهكة، بحاجة إلى كل لمحة ضوء للخروج من هذا النفق المستمر.

المفاوضات جارية، وإيران ربما تحاول إنجاحها في سبيل تحقيق ما ترمي إليه في اتفاقها مع السعودية، ولكن يبقى أن هذه الجماعة ماذا تريد من وراء هذه المفاوضات؟

هل يسعى الحوثيون لتقسيم مناطق النفوذ؟ أم سيسعون لتقاسم السلطة من خلال نظام المحاصصة الذي فشل مراراً وفي عدة دول لا يتسع المجال لذكرها؟

الشعب اليمني الأبي، لن يرضى بكل تأكيد بأي نظام قادم يقوم على تقسيم الدولة إلى دولتين، والعودة إلى يمن شمالي وآخر جنوبي، كما لن يرضى بأنصاف الحلول التي لم تجدِ نفعاً خلال السنوات الفائتة.

والحوثيون الذين لم يلتزموا بأي هدنة طوال السنوات الماضية، ربما لن يلتزموا مجدداً، ولكن ربما وقف الإمدادات عنهم سواء بالسلاح أو بالمال أو بالتخطيط سيجعلهم يرضخون هذه المرة للأمر الواقع، ولكن في جميع الأحوال لن يخرجوا إلا بمكاسب لهم.

الحل لن يكون سهلاً بكل تأكيد، ودول الخليج ماضية نحو الاستقرار في اليمن الشقيق، وفي جميع دول المنطقة، ولن تتنازل عن هذه الأهداف، خصوصاً في ظل الظروف المحيطة بالمنطقة والعالم أجمع.

الآن، كل ما يجب فعله هو أن يجلس جميع الفرقاء على طاولة المفاوضات، وأن تكون لديهم الرغبة الجادة في الوصول إلى حلول شاملة، تخرج اليمن من النفق الطويل، الذي جر التعب والشقاء إلى الشعب اليمني الذي يعاني الأمرّين داخل بلده.

أما إعادة إعمار اليمن، فجميع دول الخليج لن تتخلى عنه، والشواهد كثيرة لا مجال لحصرها بتاتاً، كما أن الشعب اليمني باستطاعته أن يقوم بهذه المهمة بكل سهولة، حينما تتوافر الظروف الصحيحة والأمن والاستقرار.