سباق محموم يجري من حولنا هذه الأيام ويجب علينا أن ندخل مضماره بأسرع وقت ممكن، وحتى تظل البحرين كما عهدناها رائدة، سباقة، ومتقدمة في مجالات عدة.

فقد أقر الاتحاد الأوروبي خطة بقيمة 47 مليار دولار لتوطين صناعة أشباه الموصلات داخل السوق الأوروبي لتأمين الاستقرار في سلاسل التصنيع الوطنية، ويأتي هذا القرار بعد انقطاع إمدادات الرقائق التي يأتي معظمها من السوق الآسيوي وتحديداً تايوان والصين، حيث قررت أوروبا مواجهة استحواذ شرق آسيا على هذه الصناعة التي تمثل عصب المستقبل والثورة الصناعية الرابعة.

ولقد شعرنا بأثرها في البحرين مؤخراً عندما اختفت إمدادات بعض أنواع السيارات اليابانية والأوروبية والأمريكية التي يحتاج إليها سوقنا الصغير، وظهر البديل الرخيص والحديث والأنيق من السيارات الصينية، فلم يجد المواطن أمامه خيارات كلاسيكية تضمن له سيارة اعتمادية ويعرف وكيلها ومستقبل صيانتها. لكن المشكلة ليست في ضعف إمدادات السيارات في سوق البحرين، ولكن أن ننظر لأسباب ما يحدث ونضع قرارات – اعتبرها مصيرية – لتوطين هذه الصناعة في البحرين عبر تسهيلات واسعة لمثل هذه المصانع والشركات العاملة فيها، فقد قررت شركة «إنتل» الاستفادة من الدعم الأوروبي السخي لتوطين الصناعة وأعلنت توسيع قاعدة إنتاجها في ألمانيا للاستفادة من الطلب الكامن في السوق والدعم المتوقع تقديمه لشركات الرقائق.

وكعادتها فقد بادرت المملكة العربية السعودية الشقيقة - منذ مارس من العام الماضي - باستكشاف إستراتيجيات تطوير هذه الصناعة على أرضها، حيث نظمت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، منتدى لبحث مستقبل أشباه الموصلات، والقدرة على توطين الصناعة على أرضها.

واختارت السعودية أن تكون شركة «أرامكو» هي الراعية لهذا المنتدى بالشراكة مع مؤسسات أجنبية متخصصة في هذا المجال، وهنا أدعو لأن تقوم شركاتنا الكبيرة مثل «ألبا» و «بابكو» لرعاية مؤتمر يبدأ خطوات البحث عن مستثمرين طامحين لإيجاد موطئ قدم في سوقنا الخليجي الكبير ومنحهم الفرصة لتشييد صناعات المستقبل على أرضنا من باب «كسر حواجز الصناعات وتوطينها».

ولا يفوتني أن أنوه بأن هذه الصناعة لها صناعات أخرى رديفة ومتفرعة نستطيع أن نستلّ من بينها فرعاً ونجعله مشروعنا الوطني الذي سيدعم خطط تنويع مصادر الاقتصاد الوطني، خاصة وأن لدينا الكوادر الوطنية المخلصة الواعدة التي يمكن أن تحمل هذه المهمة على محمل الجد، وبلا شك فسيجدون الدعم غير المحدود من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر، حفظه الله ورعاه الذي وضع اقتصاد وصناعة البحرين في مقدمة أولوياته لتنويع مصادر الدخل وتوفير وظائف للمواطنين.

قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية