ذُهِلتُ عندما عرفتُ بأنه لا يسمح لرئيس الوزراء في بريطانيا الجلوس مع الملك عند مناقشة المواضيع. فعندما تولت الملكة الأم إليزابيث الحكم وفي أول لقاء مع رئيس الوزراء آنذاك ونستون تشرشل، طلبت منه الجلوس فنبّهها بأن الأعراف الملكية لا تُجيز لرئيس الوزراء الجلوس مع الملكة أثناء مناقشة المواضيع، واسترسل قائلاً: «إن مضيعة الوقت «خطيئة»، وإنه يجب ألا تستغرق مناقشة حلّ أكبر مشكلة أكثر من 20 دقيقة»!!

عشرون دقيقة!!! عرفت الآن معنى الاجتماع وقوفاً!! عرفت لماذا يتعجّب البعض من بعض الاجتماعات الطويلة!!

لاشك بأن الاجتماعات مهمّة لتوضيح الأمور ومعالجتها وتوزيع المهام!! ولكن هناك اجتماعات مبالغ في مدتها، وهناك اجتماعات بدون أجندة وهناك اجتماعات بدون مُقرِّر يدوّن ما يدور خلالها وتكون هذه الاجتماعات أقرب لـ«السوالف».

«باعوضنا غير»

تحدثت في مقال سابق عن انتشار البعوض والتوازن البيئي واستفسرت عن التغيّرات البيئية التي أدت إلى انتشار البعوض، لكن لم أحصل على رد. ولكن تصريح أحد المسؤولين بأن بعوض البحرين لا ينقل الأمراض يخالف العلم والمنطق، حيث تُشير جميع الأبحاث العلمية إلى أن البعوض ينقل عدداً من الأمراض، ومن أهم هذه الأمراض الملاريا، وحمى الضنك، والحمى الصفراء، ومرض شيكونغونيا، وداء الفيل!! لكن الظاهر أن «باعوضنا غير».

«السائق الفهلوي»

زحمة في معظم شوارع البحرين، وفي كل الأوقات!! هذه الزحمة تستوجب الدراسة كما أشار سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله، وما يزيد الطين بلة هو تصرّفات وسلوكيات بعض السوّاق الذين يعتقدون بأنهم «فهلويين» وأشطر من غيرهم في استخدام الشارع، لاسيما في التقاطعات، فتجده يتخطى الجميع بوقاحة، ويحاول «يدخل» على الطابور الذي صار له مدة وهو ينتظر!! غير مكترث بأن ما يقوم به قد يؤدي إلى حوادث، وغير مكترث بأن هناك طابوراً طويلاً التزم دوره في الوقوف والانضباط.

هناك أيضاً بعض سوّاق الدراجات النارية «الموتر سيكل» الذين لديهم تصرّفات غريبة في الشوارع!! وقد تحدثت عنهم سابقاً لاسيما «شركات توصيل الطلبات»، تجده تارة في وسط الشارع، وبعد قليل تجده يستخدم الرصيف المخصص للمشي!! وتارة يتجاوزك بحركات بهلوانية نظراً لصغر مركبته مقارنة بالسيارة!! ومن وجهة نظري المتواضعة أنهم من يتسببون في وقوع الحوادث نظراً لطريقة سياقتهم غير المتناسقة مع ضوابط استخدام الطريق، وأن هذه الفئة تحديداً هي التي ترفض تغليظ العقوبات المرورية لأنها تعرف مسبقاً بأنها «مخطئة».

بيت وقف!!

في السابق عندما يُتوفى شخص ما ويتشارك الورثة بعض العقارات، ويحصل أي نوع من أنواع الاختلاف بين الورثة يُطلق على العقار كلفظ مجتمعي «بيت وقف»!! وهو وصف لا يمتّ بالوقف «الذري» بصلة!! في طفولتي سمعت عن العديد من البيوت في الفريج الذي ترعرت به بأن هذا البيت «وقف» بمعنى بأن ملكيته ترجع لعدد من الورثة والذين قد يُتوفى أحدهم ويصبح الموضوع «شرباكة»، فترى البيت «واقف» نتيجة خلاف قانوني!! أو ضياع صكوك ملكية العقار أو عدم وجود صك ملكية له من الأساس.

ما ذكره سعادة وزير العدل السيد نواف المعاودة أمام السادة النواب صحيح جداً، فليس كل ما يعتقد أصحابه بأنه وقف هو «وقف» شرعي!! ومن وجهة نظري المتواضعة أنه يجب أن يتم العمل بشكل متسارع على تجميع الأوقاف وتفصيلها وتسجيلها من أجل تنظيم هذا القطاع المهم.