كعادته، يزخر خطاب جلالة الملك المعظم حفظه الله بالكثير من المضامين الإنسانية والرؤية القيادة التي تسعى دائماً لتحقيق آمال الشعوب في عيش حياة آمنة مستقرة لا تهددها المخاطر.

في خطاب ملكنا الغالي أمس خلال القمة العربية المنعقدة في الشقيقة الكبرى السعودية، أكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة «رجل السلام» على أهمية تعزيز «السلام والاستقرار» لدى كافة الشعوب، إذ بلا أمن لا تنهض الأمم ولا تتعافى الشعوب ولا يمكن لها أن تصنع مستقبلاً أفضل يضمن حياة الأجيال القادمة.

البحرين دائماً وعبر نهج ملكها الإنسان تسعى دائماً لترسيخ هذه المبادئ والثوابت الإنسانية، فحل أية أزمات في نهج البحرين لا يتم إلا عبر الحوار والاعتدال في الطرح، وبسعي لتغليب مصلحة الناس والشعوب على مصلحة المكاسب السياسية وأية نزاعات ومطالبات. فالإنسان لدى الملك حمد هو أعلى قيمة، وهو الأهم في كل عمل وحراك.

لذلك مضامين خطاب ملك البحرين هي مضامين صادرة عن قائد يؤمن بالسلام والتعايش بين الشعوب، ويؤمن بالوحدة القوية بين الأشقاء أصحاب المصير الواحد، ويؤمن بأن العالم يجب عليه العيش بسلام، وأن ينأى بنفسه عن أية اضطرابات لأن حفظ الأرواح واجب، والعمل لأجل الشعوب فريضة ووظيفة وأمانة، والسعي في الإصلاح ورأب الصدوع هو الدور النموذجي الذي يجب أن يضطلع به كل إنسان سوي يؤمن بالعدالة والإنصاف وحق البشر في العيش بسلام وأمان.

مرت أمتنا العربية بظروف عديدة، واجهت تحديات وصعاباً، بل واجهت مؤامرات سعت لتفتيتها وتشتيتها، وكان التركيز على ضرورة تفريق تعاضد الإخوة، ووجوب التدخل في هذه الدول المرتبطة بمصير واحد لتعيش حالات فوضى وانعدام استقرار. وفوق ذلك كله كان الطمع والجشع والاستهداف بشأن كيفية سلب خيراتها وثرواتها.

كل هذه التهديدات، وفوقها كل هذه التحديات، هي التي تجعل الحكماء والعقلاء من قادة هم مؤتمنون على شعوبهم أمام الله، هي التي تجعلهم للتأكيد على خطاب الوحدة، وتزيدهم إصراراً مستمراً على التمثل بالأفعال قبل الأقوال بمواقف موحدة ثابتة لحماية هذه الأمة العربية التي لو اجتمعت وتوحدت في كل شيء، لما تجرأ أحد مهما كان على استهدافها.

منذ نعومة أناملنا تشربنا كل في بلده العربي حلم الوحدة العربية، وتعلمنا بأننا شعب واحد وأمة واحدة لا يجب أن يفرقنا شيء. قضايانا واحدة ومصيرنا مشترك ولغتنا لغة القرآن وديننا قوة واحترام التنوع الأيدولوجي والمجتمعي أسلوب حياة لا يتزعزع. كل هذه المضامين الجميلة التي كبرنا عليها رأينا كيف استهدفت، وكيف بعدت أجيال عنها، وكان الأمل دوماً بـ«الحلم العربي» الذي حينما جسد بأغنية هزت جميع المشاعر، لأنها كانت تتحدث عن الحلم والأمل الذي يحول هذه الأمة لكيان صلب عتيد لا يخترق.

شكراً لملكنا الغالي على إحيائه الدائم لأحلامنا الخالدة، ولتثبيت ركائز الإنسانية والسلام، ولدعواته المستمرة بأن يكون العرب أمة واحدة لا يفرقها شيء، وتجتمع دوماً على الخير ومصلحة الشعوب.

عراب نهج السلام، الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظك الله وأدامك وسدد على طريق الخير دوماً خطاك.