جهد كبير بكل تأكيد تقوم به وزارة الأشغال وجميع الوزارات والجهات الأخرى المعنية في تطوير البنية التحتية لمملكة البحرين، إلا أن «الزين» ما يكمل وهناك بعض التصاميم التي بحاجة إلى إعادة هندسة.

المثال الأوضح بكل تأكيد هو تقاطع مدينة عيسى أسفل الجسر، وأقل ما يمكن فعله له هو إعادة تصميمه، ووضعه في متحف للأخطاء الهندسية.

هذا التقاطع المزدحم دائماً والذي يحتاج لخريطة للدخول إليه والخروج منه، كان يمكن أن يصمم بشكل أفضل وأكثر سلاسة، وأتوقع يجب وضعه ضمن أولويات المشاريع.

وفي نفس الشارع، هناك فتحة مؤدية إلى منطقة سلماباد والمدارس الموجودة هناك، للقادمين من جهة المنامة، وبعد تدشينها، أصبحت الزحمة على هذا الشارع لا تطاق، خصوصاً في أوقات الذروة، وبدلاً من تسهيل الحركة المرورية، عقدتها.

أما المكان الجديد الذي أتنبأ له بازدحامات مرورية هو المسافة بين جسر الدوران العكسي الأول في المملكة، وبين الجسر المؤدي لشارع سعود الفيصل، فمستخدم جسر الدوران العكسي يريد الخروج يساراً، ومستخدم الجسر الجديد يريد الذهاب يميناً.. والمسافة غير كافية تماماً، ما يعني اختناقاً مرورياً آخر هناك.

وكذا هو الحال بالنسبة لعدة تقاطعات أخرى لن يتسع المجال لذكرها، ولكنها تسببت بازدحامات مرورية وحوادث جديدة.

أما الازدحامات الخانقة على بعض الشوارع الرئيسية والتي من المفترض أن تزيد سرعتها عن 80 كيلومتراً بالساعة، فهي الأخرى بسبب مسافات الخروج والدخول إلى التقاطعات المرتبطة بها، وهذا يعني ضرورة إعادة هندسة دخول وخروج المركبات من وإلى هذه التقاطعات.

أعلم تماماً أن بعض المناطق لن تكون بمثالية التصميم الهندسي وفق المعايير العالمية التي تتبعها الوزارة، ولكن علم الهندسة الذي درسناه، علمنا أولاً أن لكل مشكلة حلاً، وأن لكل نموذج، نماذج أخرى أفضل منه.

وكما تعلمنا الموازنة بين التكاليف وبين تنفيذ المشروع، إلا أنه تعلمنا أيضاً بأن السلامة لا جدال فيها، ولا يمكن التهاون عنها بتاتاً.

بكل تأكيد أن الوزارة لديها قائمة طويلة بالأولويات، ولكن بعض الحلول قد لا تكون مكلفة كثيراً، ونحن بحاجة ماسة لها، بعيداً عن إغلاق المسارات، أو غلق أجزاء من هذه التقاطعات.