-رحل منذ أيام الأستاذ والمربي الفاضل محمد عبدالله جميل بعد حياة وطنية مليئة بالعطاء والوفاء لجميع مساحات هذا الوطن. رحل «بوخالد» بعد رحلة جميلة قضاها في ربوع هذا الوطن وخدمة جميع مجالاته الرياضية والتربوية والتطوعية والاجتماعية، وكان لي الشرف أن أكون تلميذاً في مدرسة عبدالرحمن الناصر الإعدادية التي أدارها باقتدار وحكمة، كما كان حكماً لكرة القدم جنباً إلى جنب مع والدي رحمه الله. أهم ما كان يميز بوخالد وحتى اللحظات الأخيرة قبل أن يثقله المرض، أنه كان حريصاً على ارتياد المجالس الاجتماعية سواء الأسبوعية منها أو مجالس العزاء والزواج، فكان حريصاً على وصال الجميع، وأول ما كان يبادره بالسؤال عن الوالد رحمه الله قبل أن يُتوفى ثم الأهل جميعاً. عمل بصمت ورحل بصمت وكان أثره بائناً في جميع المجالات التي عمل فيها، فجاءت الجموع تودعه في المقبرة وفاءً لما قدم واعتزازاً بعطائه الطويل. رحم الله الأستاذ محمد جميل بواسع رحمته وأجزل له المثوبة بما قدم خدمة لدينه ووطنه، ورحم الله ابتسامته وحكمته وتواضعه وعطاءه الذي لم يتوقف في أي مرحلة من عمره، وأعاننا على أن نحتذي بمثل هذه القامات الوطنية، لنكون بررة بهذا الوطن، نواصل المسير بهمة عالية ونشاط زاخر وقلب يحب الجميع.

- احتفالات التخرج من المرحلة الثانوية لها الانطباع الجميل وصورة ممتدة الأثر في نفوس الآباء والأمهات بعد رحلة طويلة من المتابعة والأحلام التي تتوج في مثل هذه اللحظة بتخرج الأبناء وانتقالهم إلى محطة جديدة من التعليم. مشاعر مختلطة في لحظات لا تتكرر في حياة الأسر يحصدون فيها نتاج تعبهم ومتابعتهم الحثيثة، وقلوبهم العامرة بحب الأبناء وتمنياتهم لهم بمزيد من السعادة والنجاح والتميز والتوفيق. احتفال مميز احتفلت به مؤخراً مدرسة عبدالرحمن كانو الدولية لتخريج فوج جديد من أبناء مؤسس المدرسة عبدالرحمن كانو رحمه الله الذي أسس هذه المدرسة لتكون نبراساً في التعليم وأثراً في حياة الأجيال، وهو ما يبقى للمرء بعد رحيله من هذه الدنيا، وقد تحققت أمنيته بأن تواصل هذه المدرسة نتاجها التربوي الخصب، وتؤدي دورها في تعليم الأجيال. أمنياتنا الخالصة للجميع بالتوفيق، وخالص التهاني والتبريكات للخريجين، ولجميع من سيتخرج بعد انتهاء جميع الامتحانات. تلذذوا بهذه اللحظات واستنشقوا الفرح واحرصوا على أن تردوا جميل الآباء والأمهات بالتميز القادم في الحياة الجامعية، وبالجد والمثابرة والإخلاص في الحياة، فإنما يبرز الأبناء بسطوع شمسهم في سماء الخير، وليس في مجال الدراسة فحسب، وإنما في جميع المجالات، ليساهموا في نهضة الوطن وازدهاره.

- هناك أناس تمتلئ قلوبهم وفاء وحباً بأولئك الذين مروا كراماً في حياتهم، وكانت لهم بصمات مؤثرة معهم، فهم لا يترددون اليوم أن يقابلوا المحبة بالوفاء، ويخلصوا في خدمتهم بما يستطيعون، فإنما المحبة لا تشترى وإنما تزرع في القلوب التي تحب بإخلاص. مثل هذه النفوس المُخلصة تتجمل صورها في حياتنا، ونفخر أن نعيش معها في سماء الخير، ونرفع لها قبعة الاحترام والتقدير، ويكون لها النصيب الوافر في دعواتنا. فهم لا يترددون بذكرك في خطواتهم، ويحرصون على خدمتك والسعي لقضاء حاجتك، وآن الأوان أن ترد الجميل، وما أدراك ما جميلهم.

- مع قرب موسم الحج، هنيئاً لمن اختاره المولى عز وجل ليكون في وفادته، وهنيئاً لمن اختاره الكريم ليكون خادماً لضيوفه. إنها الفرصة الجميلة التي لا تتكرر، وهي الحياة الجديدة التي ينتظرها كل من عزم على حج بيت الله الحرام. إنه النداء الجميل من المولى الكريم لضيوفه ليتعرضوا لنفحاته الجميلة وبخاصة في يوم «عرفة» وما أدراك ما يوم عرفة. لذا على كل من حظي بأن يكون اسمه ضمن قائمة «ضيوف الرحمن» أن يتهيأ نفسياً لهذه الرحلة الإيمانية الجميلة، فهي من أجمل رحلات الحياة التي لا تعوض بشيء، ولكل من تأخر في العزم للالتحاق بضيوف الرحمن بلا سبب مقنع، أن يراجع نفسه ويعقد العزم قبل أن تتصرم أيام الحياة. هنيئاً لكل من كتب اسمه في فصل جديد من عمره. فهي صفحة بيضاء سيرجع بعدها الحاج «كيوم ولدته أمه».

ومضة أمل

لنستمر في كتابة أجمل فصول الخير.