انتهت القمة العربية لهذا العام بنجاح في التنظيم، والحضور، وما تم طرحه من بنود تتعلق بالشأن العربي على المستوى السياسي، والاقتصادي، والأمني، والاجتماعي وغيره، بهدف التكاتف لحل قضايا الأمة العربية من أجل التغيير ومنها: قضية الشعب الفلسطيني، والأزمات المستجدة في السودان، وليبيا واليمن وسوريا ولبنان، والصومال والإمارات، والملف الإيراني، والعراق وتركيا وصولاً إلى قضايا البيئة، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله في الدول العربية.

حيث جاء البيان الختامي لهذه القمة، مبادرات بهمة، مترجماً مستوى عمل الوطن العربي بذمة لما تضمنّه من توصيات تمّت نقاشها على طاولة القمّة العربية للعام 2023 والتي عكست مدى نجاح المبادرات التي قامت بها المملكة العربية السعودية خلال الفترة الماضية، إضافة إلى ما تشكله هذه البنود من خطة عمل استراتيجي للوطن العربي مثمرة عندما يتم تفعيلها ورصد مخرجاتها قبل القمة العربية القادمة للعام 2024.

رؤية واضحة أبرزت ما تم الإجماع عليه من قِبل قادة الوطن العربي للتصدّي لكلّ القضايا المُهلكة للعنصر البشري والمالي والمادي في أوطاننا من أجل السلام والتغيير لنهضة مستقبلية قادمة مؤكدة على الخطط المشتركة للتنمية المستدامة التي ستحافظ على أمن المنطقة واستقرارها وسلامها فيما يتعلق بالحقوق الأصيلة للمواطن العربي، ومكافحة الجريمة والفساد على كافة الأصعدة بطرح البرامج الإبداعية والابتكارية المواكبة للتطور والمحققة رفاهية المواطن في دولنا بعدل وتوازن.

والتي من المنتظر في الوقت الحالي اعتمادها على رفع توجيهات القيادة إلى المؤسسات الحكومية والتنفيذية لإمكانية استثمار كل الإمكانيات والموارد المتوفرة في الوطن العربي لسد كل الثغرات، وتحقيق التبادل ليكون هو التعاون المشترك الحقيقي لمواجهة التحديات من أجل نهضة عربية شاملة في تشييد قدراتها، وترسيخ تضامنها، وتعزيز ترابطها ووحدتها لتحقيق طموحاتها وتطلعات شعوبها.

مع ضرورة ربط هذه التوجيهات بمؤسسات المجتمع المدني والمهني في برامجه للتأكيد على مستوى الحوار الذي يعزز قيمنا وثقافتنا وهويتنا والمبني على قيم التسامح والانفتاح في كل الاجتماعات واللقاءات الدولية والوطنية، والتعليمية على وجه الخصوص في خططها ومناهجها والتي ستلعب دوراً مهماً وفعالاً في تحقيق النتائج للوصول إلى الأهداف المشتركة التي بدورها ستفعل دور التواصل الحضاري بين الدول العربية والعالم منعكسة بشكل إيجابي في استدامة العمل الدولي المثمر لتحقيق الأنشطة والفرص الاستثمارية في المجال الاقتصادي والمالي والغذائي والأمني بكفاءة عالية.

إضاءة

حتى تكون الجهود مثمرة وناجعة في كل المجالات لابد من التعاون البحثي المشترك، وحتى يتم تفعيل المبادرات الفكرية وإبرام الشراكات الإستراتيجية لابد من التأكيد على دور المفكرين واستثمار عقولهم المبدعة، واختيار المتخصصين في علومهم لتفعيل ما جاء من بنود في البيان الختامي المتضمّن ضرورة وجود حاضنة للبحوث والدراسات في الاستدامة التنموية والاقتصادية في المنطقة العربية.

نشكر قادة الوطن العربي الذين عكسوا أهم قيم التسامح والمحبة والتوادّ للشعوب في أوطاننا حيث هي الرسالة الحقيقية الأهم والعنوان الحقيقي للقمة العربية 2023.