فارق كبير بين الأشخاص الذين يحبون الوطن ومقابلهم الأشخاص الذين يكرهون الوطن ويتحينون كل فرصة للنيل منه. هناك فارق كبير بين مَن يبني ويحاول أن يساهم في البناء ويسعى للتصحيح، وبين مَن همه الأول وشغله الشاغل التدمير والهدم و«يطرب» حينما توجد إخفاقات وتراجعات في أي شيء.

حينما ننتقد الأخطاء ونطالب بمحاسبة المخطئين والمتجاوزين ونطالب بالإصلاح، تبرز نفس الوجوه المبغضة لهذا الوطن لتقول مخاطبة الناس الذين ينتقدون الأخطاء: ألم نقل لكم؟! لهذه الأسباب خرجنا لنتظاهر والصحيح هم خرجوا بشعار إسقاط النظام، وحولوا البلد لفوضى تحيناً للاستيلاء عليها.

هنا الخطأ حينما يسقط كثير ممن المخلصين والمحبين للوطن في هذا «الفخ» الذي ينصبه من جاهر بالعداء للبحرين وحاربها بوجه مكشوف ومازال يمارس سياسة التشويه والكذب. الفارق كبير جداً بين من ينتقد حباً في الوطن ورغبة بأن يراه أفضل بلد وسعياً لأن يستبدل الخطأ بالإصلاح والتصحيح، وبين من ينتقد كرهاً وبغضاً للوطن رغبة منه في هدم المزيد من أجزاء هذا الوطن، وسعياً للاستمرار في مساعيه لاختطافه.

لم يحجر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، أو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على الناس الانتقاد، لم يقيدوا حريات التعبير عن الرأي. ولو كان كذلك فلماذا يوجه الملك بعودة الحياة النيابية؟! لماذا ينشئ ديواناً للرقابة المالية؟! لماذا يتمسك صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء بعمليات الإصلاح والتصحيح والتطوير.

لم يقل أحد للناس لا تنتقدوا الأخطاء لأن الانتقاد يشوه صورة البلد ويسيئ لها. ولم يقل أحد للناس بأن انتقاداتكم للأخطاء والتجاوزات وأي شيء آخر يعني «خيانة» للوطن! بل يقولها من يريد أن يؤلب الناس على الوطن، يقولها من يظن خاطئاً بأن المواطنة الصحيحة والإخلاص والانتماء يعني ألا تنتقد الأخطاء وأن تقول دائماً بأن «الأمور طيبة»، ويقولها أيضاً من يريد ضرب الوطن ويسعده أن يؤثر كذباً على المخلصين ليحرفهم تجاه رغباته ومخططاته.

نحب البحرين وأرضها، انتماؤنا لها أقوى من أي شيء آخر، نجاهد ونقاتل من أجل تصحيح الأخطاء، لكن في نفس الوقت نقف موقف الدفاع عنها ضد أي طامع وحاقد وكاره يتلون في الكلام ويحاول أن يستغفل الناس بكلام «حق» يراد به «باطل».