في موعد تطعيم ابنتي ليلى التي بلغت عامين في المركز الصحي القريب من بيتنا، خضنا معركة خوف الأطفال من الحقنة وبكاء الرضع في قاعات الانتظار التي تستغرق فيها التأمل في وجوه أولياء الأمور، فهذا فرح بمولوده الأول والفرحة تشع من قلبه قبل عينيه، وأخرى تتأفأف بين خطوة وأخرى وهي تجر أطفالها وتحمل بيدها الأخرى الرضيع صاحب موعد التطعيم، لتقرأ في وجهها أنها تحمل عاتق عائلة دون أدنى مساعدة من زوجها.

بعيداً عن التأمل في الوجوه ومحاولة قراءتها والمقالة الفلسفية، لنتحدث عن كمية التطور التقني الذي وصلت إليه الخدمات الحكومية، وتحديداً القطاع الصحي الذي تمت فيه أتمتة الكثير من الخدمات ابتداءً من تطبيق صحتي الذي وفر الكثير من العناء في عملية حجز المواعيد، بعيداً عن الحضور الشخصي والاتصالات ودقائق الانتظار.

جهد كبير بذلته الحكومة الإلكترونية في عملية أتمتة الخدمات الحكومية والتحول الإلكتروني لتكون كافة الخدمات في منصة واحدة سهلة التعامل ومرنة ويمكن لأي شخص استخدامها مهما بلغت خبرته في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، ولكن هناك فجوة ستكون ذات أثر كبير ولا أعتقد مع معرفتي المتواضعة بالمجال التقني بسهولة تطبيقها مع وجود خبراء ومبرمجين ذوي خبرة عالية في الحكومة الإلكترونية، وذلك من خلال تحويل دفتر التطعيمات للمواطنين إلى دفتر إلكتروني «Wallet» أو تضاف في تطبيق صحتي بعيداً عن الدفتر الورقي الذي كثير من المراجعين إما نسوه أو أضاعوه، كما ستتم إضافة مواعيد تطعيم الأطفال، وعملية تأكيد الموعد كلها تتم عن طريق ذات التطبيق «صحتي» كما كان الحال في تطبيق «مجتمع واعي» الذي كان يذكر بعملية الحجر والجرعة الثانية وغيره من الخدمات، وهذا مقترح نتقدم به لسعادة وزيرة الصحة الدكتورة جليلة السيد لتبنيه ويكون من حزمة التحديث القادم لتطبيق «صحتي».

إن أتمتة خدمات الرعاية والأمومة ستلعب دوراً كبيراً في الانتقال والتحول الإلكتروني للخدمات الصحية الحكومية، وستكون علامة فارقة سيشعر بها جميع المستفيدين من الخدمات، كما أود أن أشكر طاقم الرعاية والأمومة في مركز حمد كانو الصحي على سعة صدورهم واحترافيتهم في التعامل مع الأطفال، كذلك تحملهم لعقليات بعض الأهالي من مواطنين ومقيمين، كل التحية لكم.