نحن شعب يعشق البحر ويهواه، نحبه ونحنّ إليه كلما هجرناه، ليس منا من لم تطأه قدماه الصغيرتان عندما كان طفلاً صغيراً، وليس منا من لم يمخر عبابه بقارب أو مركب قاصداً نزهة على صفحات مياهه الزرقاء، أو رحلة مع مجموعة من الأصدقاء.. كان رزقنا ومازال من خيره.. كان كريماً جواداً معطاء إلى أبعد الحدود في الكرم والجود.. من درره ولؤلؤه جاءت شهرة بلادنا الغالية منذ أقدم العصور، ومن أسماكه أكلنا ولانزال نأكل.

جزرنا تتناثر في مياهه الصافية كعقد لؤلؤ انفرطت حباته هنا وهناك.. جزرنا هذه تشكو إلينا منا.. لسان حالها يقول: لماذا هذا الاهتمام بالجزر الكبيرة كالمنامة والمحرق وسترة، ولماذا يغفل عنا نحن الجزر الصغيرة، فنحن قد تحولنا إلى جزر باكيات نائحات نتيجة لهذا الإهمال المتعمّد، فنحن أكثر من ثلاثين جزيرة مختلفة الأشكال والأطوال، ويمكن أن نتحوّل إلى جزر سياحية جميلة تجذب إليها المواطن والمقيم والسائح وتدرّ على الدخل القومي ملايين الدنانير.

ونحن مع هذه الجزر الصغيرة ونطالب الدولة بالاهتمام بها وتطويرها، أليس من المُخجل أن أكثرنا -حتى بعد أن يكبر- لا يعرف أسماء هذه الجزر الصغيرة الباكيات النائحات؟ أليس من المؤسف أن أكثرنا لا يعرف جزر مجيليد ومشتان وعجيرة وقطعة جرادة وأم الشجر والعزل وغيرها من الجزر الصغيرة التي لو امتدت لها يد الرعاية بتنظيفها وإنشاء البلاجات على شواطئها وإقامة الاستراحات والمطاعم على امتدادها لجلبت لنا الخير الجزيل.

فهل من سامع لهذا النداء؟ نرجو ذلك وعلى وجه السرعة الممكنة.