مثل الكثيرين من مرتادي برنامج «تويتر» المخلصين شعرت بالحزن العميق للتحول الفني الذي قرر إيلون ماسك إجراءه بتغيير هوية العلامة التجارية من الطائر الأزرق إلى «X». عبّر الكثيرون عن رفضهم التخلص من أشهر طائر مثّل رمزية حميمة للبوح بما في الخاطر.

البعض قرر عدم تحديث البرنامج تجنباً لاختفاء الطائر الأزرق. ولكن في نهاية الأمر نفذ إيلون ماسك قراره بكل حزم، ورمى بالطائر الأزرق في مكبّ الذكريات، ونشر صوراً بين فترة وأخرى تنكل بالطائر الذي اكتسحه «X».

طرح ماسك والمديرة التنفيذية لشركة «X» لندا ياكورينو أسباب تغيير العلامة التجارية إلى تغيير جذري سيطرأ على التطبيق بدءاً من فلسفته التي ستكون أكثر تحرراً بزيادة عدد الأحرف، والتوسع في التطبيقات الصوتية والأفلام والبثوث المباشرة والدردشات، بل وحتى ميزة تحويل النقود. وجميع تلك الخواص سيتمكّن من استخدامها جميع منتسبي «X» بدون تسجيل رقم الهاتف مما يضمن خصوصية عالية في التطبيق. وهو ما يُعدّ تحولات جذرية في الاستخدام تستدعي هوية أو علامة تجارية جديدة تقطع الصلة بفلسفة التطبيق السابقة.

محبو الطائر الأزرق لن تقنعهم هذه الدفوعات، على كل حال، ولكن إنه منطق السوق الذي لا علاقة له بمنطق الوجدان والنوستالجيا الثقافية.

الجدير بالانتباه أن التحوّل الجوهري الذي طرأ على منصّة تويتر ليس تغيير الهوية أو المميزات. بل استحواذ شخصية إشكالية مثل رجل الأعمال والتكنولوجيا إيلون ماسك على الإدارة. يمكن القول إن العلامة التجارية الحقيقية ليست «X» بقدر ما هي إيلون ماسك. ذلك الشخص النافذ الذي يتحدث متحرّراً عن أي قانون أو نظام ينتمي لأي جهة. ماسك هو مصدر النظام وله قوانينه، وبقدر ما نجده خسر من صفقة تويتر إلا أن تماسكه وثباته هو والمديرة التنفيذية يدل على ثقة وشجاعة ستؤمن بها وأنت تتابع مقابلاتهم عبر مختلف القنوات.

كسر إيلون ماسك قلوب متابعيه عارفاً متعمداً، ودمر الطائر الأزرق الفارد جناحيه بكل سعادة، في دلالة واضحة على الحرية والصفاء، واستبدله بعلامة معتمة «X» لطالما دلت في المخيال الجمعي على النفي والإلغاء. ماسك لا يسترضي جماهيره. ماسك يفرض رؤاه. لذلك لم يعد هناك ما يسمى تويتر، ولا معنى لـ «X»، إلا في كونهما يمثلان مفهوم الفرد العلامة «إيلون ماسك».