حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على تيسير أمور الزواج وعدم المغالاة في المهور.. فرسولنا صلى الله عليه وسلم قال في حديث مشهور له: «يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» أي وقاية من الوقوع في الرذيلة.. ويقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: «تزوجوا الودود الولود، إني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة».

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا أتى الرجل امرأته فإن ذلك يكون صدقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ بكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عن مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، أَيَأتي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكونُ له فِيهَا أَجْرٌ؟ قالَ: أَرَأَيْتُمْ لو وَضَعَهَا في حَرَامٍ، أَكانَ عليه فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلكَ إذَا وَضَعَهَا في الحَلَالِ كانَ له أَجْرٌ».

وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، وجَمالِها، ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يداك.. ومن هنا فإن الظفر بذات الدين فيه سعادة في الدنيا والآخرة».

وكم رأينا من حالات انحراف الشباب والشابات بسبب المغالاة في المهور وكثرة مصاريف الزواج فمن حفلة في أرقى الفنادق وسفرة في شهر العسل إلى إحدى الدول الأوروبية مما يكبد الزوج المسكين مصاريف هائلة فيضطر لأخذ القروض من البنوك ومن هنا وهناك ويعيش بعد الزواج في دوامة تسديد القروض فالدين –كما يعرف الجميع– همّ بالليل ومذلة في النهار.

ولذلك فإننا نشد على أيدي بعض الأسر التي سهلت مسألة المهور وجعلتها في الحد المعقول، كما نشيد بما تقوم به بعض الجمعيات الإسلامية التي فتحت قاعاتها لعمل حفلات الزواج بين الشباب دون مقابل أو بتسعيرة مخفضة جداً.

ونصلي على النبي الهادي محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم الذي حثنا على الزواج فهو القائل: «إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه.. إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد في الأرض عريض».