بينما تكافح دول غربية عمليات الهجرة غير الشرعية التي تأتي إلى شواطئها، فإنها في المقابل تحاول استقطاب مهاجرين من ذوي الكفاءات والحرف، وبدأت دول في وضع خطط استراتيجية لاستقطاب مهاجرين للعمل فيها.

فقد ظهر وزير الهجرة الكندي في مايو الماضي ليعلن عن مسار جديد لدخول الدولة سماه «Federal express entry system» أو «النظام الفيدرالي للهجرة السريعة» واختص به العاملين في قطاع الصحة، وأعلن عن إصدار أكثر من 2000 تأشيرة، وأنه يطمح لمضاعفة هذا الرقم ليرتفع بعدد العاملين في القطاع الصحي بكندا.

وأشار إلى أن كندا تهتم باستقطاب المهاجرين من هذه الفئة، حيث تم استقبال أكثر من 21 ألف عامل في القطاع الصحي ما بين عامي 2017 وحتى 2022 وأضاف: لكننا نطمح للمزيد حيث نعتبر المسار فرصة كبيرة للراغبين في العمل بكندا من العاملين بالقطاع الصحي.

كذلك تواجه ألمانيا مشكلة كبيرة في نقص الأيدي العاملة الماهرة لديها، بحسب تحليل أجرته وكالة التوظيف الألمانية، كشف عن وجود نقص في الأيدي العاملة الماهرة، في واحدة من كل 6 مهن، وهو ما دفع الحكومة إلى إدخال إصلاحات على قانون هجرة العمالة الماهرة، بشكل يهدف إلى تسهيل قدوم العمال الأجانب إلى ألمانيا.

هذه الأمور تؤكد لنا أهمية وضع استراتيجيات التعليم للسنوات العشرين القادمة بحيث نفهم ما يحدث وما يحتاجه سوق العمل من كوادر، وكيف يمكن تعديل مسار ومناهج التعليم لتخدم المملكة ومستقبلها، فخريجو القطاع الصحي من المواطنين الذين يبحثون عن وظائف آمنة ومستقرة، قد يجدون أنفسهم أمام خيارات أفضل في دول أخرى، ولو على الأقل لفترة معينة ومن ثم العودة للبحرين.

ولذلك يسعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، لحلحلة مشكلات الشباب بصفة خاصة، والمواطنين بصفة عامة، ولقد أدرك سموه حفظه الله، أن الكادر الوطني هو الأبقى لهذا البلد مهما طال الزمن أو قصر، وأنهم الأكثر ملاءمة للوظيفة عن الأجنبي الذي قد يرى في دولة أخرى مميزات أفضل فيترك البحرين دون أي تفكير أو تردد، لمجرد العرض الأفضل.

لذلك يجب علينا عند بحث مشكلات البطالة في البحرين، أن نضع أيضاً مجريات الأحداث العالمية ضمن محاور البحث وندرس تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على خطط التعليم ونوعية الخريجين، وعلى الوظائف المتاحة اليوم وبعد عقدين أو أكثر، وأن يكون مفهوم البطالة شاملاً لكافة المؤثرات الداخلية والخارجية.

* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية