الأحداث في قطاع غزة تتسارع والحرب لا تهدأ، إبادة، تجويع، تهجير، والعالم ينتفض من أجل فلسطين، والإنسانية تقف على عتبات أهل العزم وأهل "المروة" والشهامة، فهي شيم العرب أصحاب الأخلاق الرفيعة. فليس بغريب على "اعيال زايد" على رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أن يمد يده الكريمة للشعب الفلسطيني ومساندتهم في ظل هذه الظروف الصعبة، ليس من خلال دعم الجهود الإغاثية في المساعدات الغذائية والصحية ومواد الإيواء فحسب، وإنما من خلال مبادرة إنسانية نبيلة قام بها رجل الإنسانية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في استضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان وممن يعانون من إصابات وحروق شديدة جراء الحرب في قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية لتلقي العلاج المناسب وأفضل الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات دولة الإمارات بعد معاناتهم المريرة في انقطاع العلاج وتدهور حالاتهم الصحية والنفسية بين وجع المرض وآلامه وقسوة الحرب ودوي الصواريخ ومناظر القتلى والأشلاء تحت الأنقاض.

دولة الإمارات تلعب دوراً محورياً ومفصلياً مع دول المنطقة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، في الوقت نفسه وبالتوازي مع هذه الجهود تسعى دولة الإمارات وتواصل بشتى الطرق للمساعدة بالإمكانيات والموارد التي تمتلكها لتسخيرها لأهالي غزة، فاستقبال ألف مريض فلسطيني وعائلتهم في مستشفيات دولة الإمارات لتلقي الرعاية الشاملة ليس بالرقم السهل، فعلاج مرض السرطان علاج طويل ومكلف يحتاج إلى تجهيز دقيق وأدوية خاصة، ولكن مع أهل العزم تأتي العزائم فهي الرحمة والإنسانية التي امتلكت دولة الإمارات قيادة وشعباً، جعلت هذه المساندة بالتحديد تخفف من عناء المرضى في ظل الحرب القائمة.

رئيس دولة الإمارات حفظه الله وجّه أيضاً لإقامة مستشفى ميداني متكامل في قطاع غزة لمساعدة المنكوبين، فأيُّ معاناة تلك الحرب وأيُّ إنسانية التي جسدتها دولة الإمارات في الدور الذي تقوم به لأهالي غزة لتخفيف بعض الشيء من معاناتهم، فالإمارات لم تنفك في مد يد العون لفلسطين أبداً منذ البداية إلى هذه اللحظة، فالقضية الفلسطينية هي بالتأكيد قضيتهم الأولى.

المبادرات الإنسانية التي يتفضل بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للشعب الفلسطيني لن تقف عند هذا الحد بل ستستمر لتعكس صور التضامن الإنساني مع الشعب الفلسطيني في محنته لمساعدة المتضررين من الحرب من أطفال ونساء وشيوخ وجميع المدنيين الأبرياء، فأهل الشهامة لا يأتي منهم إلا كل خير، وهذا ما تنتظره الشعوب المنكوبة المساعدة والمساندة في ظل الظروف القهرية التي يعيشونها، وشيوخنا أبداً لن يخذلوا من يطلب منهم الإغاثة والعون، جعل ذلك في ميزان حسناتهم، آمين، وهذا أول الغيث.