المرأة صانعة الرجال في مصنع الرجال وهذه الكلمة ذكرتني بالحواجز العسكرية أثناء التدريبات العسكرية في مقتبل العمر، فهناك أحد الحواجز يسمى بمصنع الرجال لهيبة العبور منه، وصعوبة القفز من عليه وبارتداء بدلة الشرف العسكرية بكامل معدات القتال ومن أسفله نار مشتعلة، فهذا الوصف الدقيق يليق بمكانة المرأة من حيث الحزم والعزم، فمن هنا أهديك تحيتي يا أمي الغالية أنت من زرع وها نحن اليوم نحصد، والوطن يحصد ثمار كل أمرأه صنعت الرجال.

منذ اثنين وعشرين عاماً تأسس المجلس الأعلى للمرأة، ذلك الصرح الشامخ وهو المجلس الأعلى للمرأة الذي يعد بيت كل أمرأة، بل كل عائلة بحرينية على يد صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حيث أسهمت توجيهاتها السديدة، ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في تمكين المرأة البحرينية وتعزيز مكانتها في شتى المجالات، حيث امتدت تلك المسيرة الزاهرة والغنية بالعطاء والتميز طيلة هذه المدة والتي واجهت فيها الكثير من التحديات والصعاب سواء في داخل مملكة البحرين أو خارجها، حيث إن المرأة البحرينية مؤمنة بحكمة قيادتها وتشجيعهم لها والاحترام المتبادل الذي تلقاه من الجميع، حتى أصبحت مدار الحديث ونموذجاً يحتذى في كل مكان وفي كل محفل على المستويين المحلي والدولي، وكذلك البصمة التي رسمتها وجسدتها للهوية البحرينية ذات الشخصية المرموقة فهي في المرتبة الأولى ربة بيت، كما أنها احتلت المنصب السياسي كوزيرة والدبلوماسي كسفيرة، وهي الطبيبة والمعلمة والأكاديمية وسيدة الأعمال والعاملة في جميع المجالات وفي كل الميادين، وظهر ذلك جلياً واضحاً في الدور الذي قامت به في مواجهة أزمة جائحة كورونا (كوفيد19).

إن ما قدمه المجلس الأعلى للمرأة من قبل صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس ما هو إلا تعزيز ودعم لمكانة المرأة البحرينية وحفظ لمسيرتها التنموية ذات الشمولية، ويأتي ذلك من خلال البعد والطموح الذي تسعى له المرأة البحرينية في حاضرها ومستقبلها، والذي له بالغ الأثر في رفعتها وتعزيز دورها المحوري في مسيرة التقدم والعطاء، وجعل اسم مملكة البحرين عالياً على الأصعدة كافة، كما تشرفت برئاسة لجنة تكافؤ الفرص المنبثقة عن المجلس الأعلى للمرأة.

المرأة البحرينية نشأت وترعرعت في بيت يسوده جو الأسرة البحرينية الواحدة التي تضرب بها الأمثال، وهذا الجانب الذي مكنها من الظهور بهذه الصورة الجميلة الرائعة التي تعتبر هي المرآة العاكسة لحياتها والخارطة التي رسمت لها الطريق ونورته، كما أنها عملت بالعمل المؤسسي والفكري النشط، حيث إنها برزت على الساحة وهي تنظيم المحاضرات العلمية والثقافية والسياسية وغيرها بشكل دائم، مع وجود الحس الوطني والثقافي والاجتماعي، كما ان لديها القدرة على العمل في أي مجال وفي أي مكان، وخصوصاً الذي يضع الإنسان على المحك في مواجهة تحديات الحياة.

وبمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لتأسيس المجلس الأعلى للمرأة فإننا نتوجه إلى جلالة الملك المعظم، وإلى صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وإلى صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظهم الله وإلى جميع منتسبي المجلس وإلى كل عائلة وإمرأة بحرينية بأصدق التهاني والتبريكات بهذه المناسبة، كما ندعو الله عز وجل أن يحفظهم وأن يديم عليهم نعمة الصحة والعافية وطول العمر.