على بركة الله وبتوفيقه؛ تنطلق اليوم أعمال القمة العربية «قمة البحرين» في دورتها الثالثة والثلاثين، برئاسة جلالة الملك المعظم، والتي من المؤمل أن تخرج بنتائج استثنائية تواكب تطورات الحالة السياسية والأمنية في المنطقة، إلى جانب تداعيات مواصلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبمتابعة توقعات وتحليلات الخبراء السياسيين والأمنيين على مدى الأيام الماضية؛ فيمكن للمتابع أن يخرج بنتيجة واحدة، وهي أن قمة البحرين تشكل في زمانها ومكانها وضعاً مختلفاً عن معظم القمم السابقة، وبالتالي فإن سقف التوقعات سيكون أكثر ارتفاعاً وتطلعاً وأحلاماً وآمالاً للشارع العربي ستكون أكثر تفاؤلاً بأن تخرج من هذه القمة نتائج حاسمة لمجمل الأوضاع والملفات في العالم العربي.
البحرين بدبلوماسيتها النشطة استطاعات أن تجمع العرب على أرضها، وهي ذات الدبلوماسية التي ستنجح اليوم، بإذن الله، في تحقيق أعلى مستويات التوافق على ملفات القمة، كيف لا؛ وهي الدبلوماسية التي نجحت على مدى أكثر من نصف قرن في أن تبنى علاقات متميزة وفريدة مع جميع دول العالم، أشقاء وأصدقاء، كما استطاعت أن تكسب احترام وتقدير المجتمع الدولي بما تحمله من رسائل المحبة والسلام والتعايش، والدعوات المستمرة لحفظ إنسانية بني البشر عبر مشروع دولي للبناء والتنمية.
ملفات القمة تمثلت، حسب وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف الزياني خلال كلمته أثناء اجتماع وزراء الخارجية، في ثلاثة محاور رئيسية؛ يتعلق الأول بضرورة «انتهاج حلول سلمية شاملة ومستدامة لإنهاء الحروب وتسوية النزاعات كافة»، حيث تقدمت البحرين بمبادرة لاستضافة مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية.
أما المحور الثاني فهو تعزيز التضامن الأخوي في بناء علاقات عربية بناءة ومتوازنة على أسس راسخة من الاحترام المتبادل وحُسن الجوار، والتنسيق السياسي والأمني في التصدي للتدخلات الخارجية والجرائم المنظمة، والشراكة العربية والدولية الوطيدة في تحقيق الأمن القومي المائي والغذائي والسيبراني، وتأمين حركة الملاحة البحرية، وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.
فيما سيكون المحور الثالث مرتبطاً باستكمال متطلبات التكامل الاقتصادي والمشروعات العربية المشتركة، إلى جانب تنسيق المبادرات وتبادل الخبرات في شؤون تمكين المرأة والشباب وحقوق الإنسان، وتطوير خدمات الصحة والتعليم وفق خطط واستراتيجيات عربية موحدة وداعمة لأهداف التنمية المستدامة.
أفكار بناءة، وملفات غاية في الأهمية والحساسية، نأمل أن يستطيع القادة العرب اليوم الإجماع عليها، حيث إنها تمس كل مواطن عربي، بل وتعد حلماً لبداية طريق نحو مزيد من التكامل العربي وصولاً إلى وحدة عربية جامعية، لنكون فعلاً لا قولاً «أمة عربية واحدة».
إضاءة
تحية تقدير واعتزاز إلى جهود الزملاء في وزارة الإعلام ومركز الاتصال الوطني على ما بذلوه ويبذلونه من جهود جبارة في تسخير كافة الإمكانيات للزملاء الصحافيين لتغطية أعمال قمة البحرين.
المركز الإعلامي لقمة البحرين مثل بحق واجهة حضارية لمملكتنا الغالية، وأبهر الضيوف بإمكانياته وحسن تنظيمه، الذين لم يتوانوا عن الإشادة بما شمله من تسهيلات كبيرة.