يعتقد الكثيرون أن الدولة لا تستمع إليهم؟ هذا ما كان يعتقده أيضاً مجموعة من المتدربين في برنامج بناء الذي يقدمه معهد الإدارة العامة لمجموعة متنوعة من موظفي الدولة والذي أتشرف بأن أكون أحد المدربين فيه.

وأكد المتدربون أن لا أحد يسمعهم أو يلتفت إليهم فقلت لهم كيف توصلتم إلى هذه النتيجة؟ هل فكرتم بمضمون رسائلكم؟ وما هي القنوات التي استخدمتموها في توصيل رسائلكم؟

كان حديثاً ممتعاً للغاية وجدالاً علمياً ورصيناً جداً انتهى به المطاف إلى منحهم فرصة لإثبات إذا ما كانت الدولة تستمع إليهم أم لا؟

اتفقنا في البداية أن نطرح «أفكارنا» على هيئة مقترحات فعلى سبيل المثال بدلاً من الاكتفاء بذكر أن شوارع البحرين مزدحمة، نقترح حلولاً منطقية لحل مشكلة الازدحام ونرى هل ستستمع لنا الدولة أو لا؟

ثانيا: أن نستخدم الوسائل المتاحة في إيصال أصواتنا للدولة، وأخبرتهم عن الموقع الإلكتروني المفتوح أمام المواطنين للتعبير عن جميع تطلعاتهم المستقبلية حول أهم المحاور الرئيسية التي يتم مناقشتها في ورش العمل الحكومية، والتي أطلقها مكتب النائب الأول أمام الجميع دونما استثناء.

طلبت من جميع المتدربين أن يقدموا مقترحاً واقعياً قابلاً للتطبيق مبنياً على تجارب أو دراسات سابقة ويحتوي على أسس الكتابة الرصينة في صياغة المقترحات، وتضمين أهداف المقترح والعوائد الإيجابية المرجوة من تطبيقه. وبالفعل التزم جميع المتدربين تقريباً بإنجاز هذه المهمة التدريبية لنصل إلى إجابة على التساؤل التالي «هل تسمع الدولة المواطن؟».

وجاءت الإجابة مثلما توقعت ولربما أكبر مما توقعت، حيث هاتفني عدد من المتدربين بعد فترة من تقديم المقترحات بأن مكالمات وردتهم من مكتب النائب الأول لتبني مقترحاتهم، ليس هذا فحسب بل إنهم تشرفوا بمقابلة نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك، بحضور مدير عام مكتب النائب الأول، الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وقدموا لهم دعوة لحضور جلسات ورش عمل الحكومة.

وبهذا توصلنا إلى نتيجة مثبتة أن الدولة تستمع لجميع مواطنيها، وليس هذا هو البرهان الوحيد، فمتابعة قيادتنا متمثلة في حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى الذي يتابع شخصياً كل ما يدور في وسائل الإعلام المختلفة، ومتابعة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر لكل ما يتم كتابته وإثارته عبر الصحف اليومية أو الأجهزة الإعلامية الرسمية هو دليل ومؤشر آخر على أن الدولة تستمع بكل اهتمام للمواطنين.

إن الدولة تستمع لنا، وتهتم لسماع آرائنا، فلنستغل هذه الفرص الذهبية لنكون شركاء في تنمية وطننا الغالي. لا أقصد من كلامي مطلقاً «التطبيل والمديح» فالدولة لن تنمو بالمديح، بل تنمو وتزدهر بالمقترحات الخلاقة والابتكارية التي تساهم في نماء الخدمات الحكومية.

فلنحول أصوات التذمر، والنقد غير الإيجابي، إلى مقترحات وأفكار، ولنقدمها عبر الوسائل المتاحة أمام الجميع وليكن هدفنا من وراء ذلك المساهمة في نماء وطن وتقدمه.