تشترك الأميرات والملكات في حب اللؤلؤ «ومن لا يحب اللؤلؤ»؟!، قصص كثيرة وراء الكثير من تلك القطع التي ترتديها هؤلاء الأرستقراطيات في مناسباتهن الرسمية وغير الرسمية، من تلك القصص التي قرأتها وأتذكرها جيداً أنه في عام 1513 وفي إحدى المستعمرات الإسبانية قام أحد العبيد بالعثور على لؤلؤة خلابة فاتنة كانت سبباً في حريته وفك عبوديته، لتسافر هذه اللؤلؤة من مكان إلى آخر تبعاً لظروف سياسية وجغرافية معينة، حيث نقلت هذه اللؤلؤة بعد ذلك إلى إسبانيا لتصل إلى ملكها «فيليب»، وعندما تزوج فيليب عام 1554 من ملكة بريطانيا «ماري الأولى» تم صياغة هذه اللؤلؤة الخلابة في بروش شهير إلى أن توفيت رجعت هذه اللؤلؤة إلى إسبانيا وتوارثها ملوكهم لعدة قرون.

وعندما حكم إسبانيا «جوزيف بونابرت» أخ نابليون بونابرت عاد بها إلى فرنسا وأصبحت ملك عائلة بونابرت حتى القرن 19 ومن ثم تم بيعها على عائلة هاميلتون البريطانية حتى عام 1969 ومن ثم بيعت هذه اللؤلؤة على ريتشارد بيرتون في مزاد سوثبيز بجنيف ليهديها لزوجته إليزابيث تيلور على شكل عقد جميل من الماس والياقوت واللؤلؤ قامت بصناعته شركة كارتير، وفي عام 2011 ومع وفاة النجمة إليزابيث تيلر تم بيع هذا العقد في مزاد كريستيز نيويورك بمبلغ 12 مليون دولار.

كانت ماري أنطوانيت أيضاً من أكثر الملكات عشقاً للؤلؤ، حيث حرصت على جمع العديد من قطع اللؤلؤ النادرة ومن ثم توارثتها عائلتها بكل فخر واعتزاز وهي بذلك ساعدت على ظهور موضة عقود اللؤلؤ خلال العقد الأول من القرن العشرين، لتأتي قصة عشق الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا لمجوهرات اللؤلؤ وامتلاك الكثير منها ضمن مقتنياتها الثمينة والتي يصعب حتى على الخبراء حصر العدد الحقيقي لها.

نلاحظ أن العديد من العائلات تعتز بالإرث الذى ينتقل من جيل إلى الجيل التالي، وعندما يتعلق الأمر بالملوك، فإن لديهم كنزاً من الأحجار الكريمة الذى لا تقدر بثمن والجميل أن الملكة إليزابيث الثانية هي إحدى الملكات اللاتي يقمن بإعارة مجوهراتهن لزوجات أبنائها، ولشدة ذكائها وحنكتها فهي بهذا التصرف تجعلهن يقتنون مجوهراتها في حياتها إلى جانب أنها تنقل لهن عبر تلك المقتنيات عمق العلاقات بين بريطانيا والدول الأخرى وثقافات ما وراء تلك الإهداءات وقصص ماوراء تلك المجوهرات.

منذ أيام أثناء جنازة دوق أدنبرة الأمير فيليب، خطفت الأنظار إطلالة دوقة كيمبريدج كيت ميدلتون عندما ارتدت مع ملابسها الرسمية السوداء قطعتين من مجوهرات الملكة إليزابيث وهما عقد من أربعة صفوف وأقراط متدلية من اللؤلؤ حيث ارتدتهما قبلها الأميرة الراحلة ديانا.

والجميل أن عناوين الكثير من الصحف كانت تحمل موضوع أقراط اللؤلؤ البحريني التي ارتدتها دوقة كيمبريدج وذلك لما تحمله تلك الأقراط من معان عميقة في قلب الملكة إليزابيث، حيث إن أقراط اللؤلؤ عبارة عن هدية قدمت عام 1947 من حاكم البحرين آنذاك المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة للملكة إليزابيث بمناسبة زواجها من الأمير فيليب وكانت الهدية عبارة عن سبع لآلئ بحرينية حولت منها اثنتين إلى قرطين قامت بارتدائها لأول مرة عام 1952 أثناء جولة لها في كندا ومن ثم ظهرت به سواء هي أو عائلتها الكريمة في العديد من المناسبات الرسمية.

تلك الأقراط اللؤلؤية الناعمة عززت في مشاعرنا عمق العلاقات التاريخية بين البحرين وبريطانيا وأشعلت حنيننا لزيارة بريطانيا فشكراً لقصة حبات اللؤلؤ السبع واللاتي منها صنعوا أقراط اللؤلؤ التي ارتدتها دوقة كيمبردج فكانت أجمل وأفضل أداة ناعمة!