كمصطلح يتكون من كلمتين: Meta وتعني «ما بعد» وVerse  وهي مشتقة من Universe  وتعني الكون، والمقصود هو بناء «عالم افتراضي موازٍ لعالمنا الحقيقي»، وهو عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد سوف ينقلنا إلى عالم رقمي بكل جوانبه. لذا تعكف العديد من الشركات العالمية على مواكبة متطلبات «ميتافيرس» ليقين تلك الشركات بأن الأجدر هو القادر على التأقلم مع هذه التقنيات ومنح عملائه ما يميّزه بين منافسيه ضمن مساحاته الافتراضية داخل هذا العالم. فحسب موقع Mena Tech أن تقديرات سوق «ميتافيرس» ستبلغ 800 مليار دولار، ولاشك أنه سينمو فور بروز الخطط الأولية لتطوير فكرة هذا العالم ليصبح واقعاً، بل سيقفز ليجذب المزيد من الشركات الباحثة عن السيطرة على مساحات من هذا العالم الافتراضي.

هناك شركات تبحّرت في هذا العالم الافتراضي مبكراً منذ سنوات واستثمرت تميّزه بالتفاعلية العميقة مثل منصّات التواصل الفوري المباشر كمنصّة Bigo Live التي أطلقت ميزة بث افتراضي يُمكّن المستخدم من تصميم صورة رقمية رمزية خاصة «Avatar» لتمثيل نفسه خلال البث المباشر على المنصة التي باتت تنظم عروضاً مباشرة طوال السنة لاستكشاف مواهب صانعي المحتوى من بين المستخدمين.

الـ Avatars يمثل عالماً مغايراً ينقل العديد من خصائص العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي بحيث يُمكّن المستخدمين من التعبير عن أنفسهم وإبراز مكانتهم الاقتصادية والتجارية والاجتماعية ضمن حدود عالم رقمي، بما يعبّد الطريق لطرح منتجات افتراضية غير ملموسة تتصل بالعالم الافتراضي «ميتافيرس». بسبب هذا الهوس لجأت بعض الشركات العالمية مثل «Nike» و«Gucci» و«Balenciaga» و«Burberry» و«Louis Vuitton» لاقتحام هذا العالم الافتراضي عبر عرض منتجاتها الرائجة في هيئة رموز رقمية غير قابلة للاستبدال «NFT»، فمثلاً لعبة «Louis The Game» وهي لعبة تطير باللاعبين في رحلة افتراضية تُعرّفهم على تراث دار الأزياء. كما تتمتع المنصة بخاصية تُدعى «Virtual Live» لتُمكّن المستخدمين بجميع أنحاء العالم من تصميم Avatarsلتمثيلهم عند التواصل مع بعضهم البعض خلال البث المباشر على منصة Bigo Live. كما تسعى شركة Microsoft للاستحواذ على الشركة الأمريكية العملاقة لألعاب الفيديو Activision Blizzard,Inc. المنتجة للألعاب الرائجة مثل «Candy Crush Saga» و«Call of Duty» و«World of Warcraft» بقيمة 68.7 مليار دولار في خطوة تبيّن بجلاء أن عالم «ميتافيرس» سيخلق أرضية منافسة شرسة بين شركات القطاع الرقمي العابرة للقارات.

إن ما يدور حولنا في هذا المضمار يُدلّل على أن عالم «ميتافيرس» سيُشكّل دافعاً لصانعي المحتوى من أجل تطوير أعمالهم لكونه يفتح آفاقاً ابتكارية أرحب من ذي قبل لن تقتصر على المحتوى المرئي والمسموع إنما ستضاف له مهارات إعداد الكائنات الافتراضية الرقمية.

ولاشك أن عالم Metaverse مازال في بداياته ولم يعكس كل ما يطمح له العاملون عليه، وفي المقابل هناك من العلامات التجارية العالمية من بدأت بإعداد العدة لاستثماره الاستثمار الأمثل للتسويق التفاعلي لمنتجاتها وخدماتها وهناك من لم يبدأ بالتخطيط لذلك بعد ولاشك بأنه سيكون متأخراً عن الرّكب المنطلق دون توقف لمتخلّف عنه.