أن تحرص الحكومات على توفير منصات إلكترونية للحصول على الخدمات والمعلومات لهو أمر مميز ويؤكد حرصها على تسهيل الإجراءات، ولكن أن ينصب اهتمامها في تمكين المستخدمين من ذوي الاحتياجات الخاصة – على وجه التحديد- من الدخول إلى شبكة الإنترنت واستخدام المحتوى المتوفر في البوابة الوطنية بيسر وسهولة، فإن ذلك يعد خطوة متقدمة وهامة، وهو ما حققته مملكة البحرين سعياً في إدماج جميع شرائح المجتمع للوصول بسلاسة للبوابة الوطنية.

وتعتبر البوابة الوطنية (www.bahrain.bh) منصة فعّالة وتفاعلية، كما تعد مركزاً شاملاً لجميع الخدمات الحكومية الإلكترونية والقناة الرئيسية التي يتم من خلالها تقديم جميع أنواع الخدمات للأفراد وقطاعي الأعمال والحكومة وزوار البحرين، وما يميزها هو سهولة الوصل إلى المحتوى والخدمات سواء من خلال أجهزة الحواسيب المكتبية أو من خلال شاشات الأجهزة الذكية، وهو ما يضمن وصول خدماتها للمستخدمين على أوسع نطاق من خلال تلك المنصات الافتراضية.

وسعياً من البوابة الوطنية لإتاحة محتواها سواء من المعلومات أو الخدمات أمام جميع المستخدمين، تم تصميم وتنفيذ البوابة وفق أعلى المعايير الدولية، كما وأنها تخضع إلى عملية تقييم منتظمة لمعرفة مدى توافقها مع معايير ومبادئ سهولة الوصول والتصفح.



وقد روعي خلال تصميم البوابة أن يتمكن جميع المستخدمين بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة من الدخول إلى شبكة الإنترنت واستخدامها، فعلى سبيل المثال، بإمكان المستخدمين من ذوي الإعاقة البصرية قراءة محتويات البوابة باستخدام برامج قراءة الشاشة المجانية التي يمكن تحميلها واستخدامها كبرنامج NVDA الذي يعتبر من أفضل البرامج التي تُستخدم للمكفوفين أو ممن يعانون من ضعف البصر، وهو يقوم على تحويل ما يظهر على الشاشة إلى نص مقروء لمساعدة المكفوفين على استخدامه.

كما بإمكان الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية أو ممن لديهم صعوبة في النطق الاستفادة من الخدمات المقدمة على موقع البوابة الوطنية من خلال الاتصال بمركز الاتصال الوطني عن طريق برنامج الاتصال المعروف (سكايب Skype)، بحيث يقوم خبراء لغة الإشارة بتوفير المساعدة والدعم اللازمين.

وأضف إلى سلة التسهيلات في البوابة الوطنية توفير خاصية "قارئ النصوص" وهي إحدى الوسائل التي تساعد على قراءة النصوص الموجودة على الصفحة، دون أن يحتاج المستخدم إلى تفعيل أية برامج أخرى، وهي التقنية التي يستفيد منها ضعاف البصر ومن يواجهون صعوبات في قراءة النصوص عبر الإنترنت.

وتأتي ثمار هذه الجهود لتثبت نجاح إستراتيجية الحكومة الإلكترونية لمملكة البحرين في زيادة معدلات استخدام الخدمات الحكومية المقدمة عن طريق القنوات الإلكترونية المختلفة مقارنة بمعدلات استخدامها من خلال القنوات التقليدية، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال خلق البيئة المشجعة على استخدام هذه الخدمات من قبل جميع شرائح المجتمع بمن فيهم أقراننا من ذوي الاحتياجات الخاصة لنضع أيدينا بأيديهم في تيسير شؤونهم، وهو ما نجحت المملكة في تحقيقه بجدارة.