رئيفة عبدالعزيز


من المعروف أن الجمل هو من أكثر الحيوانات التي اشتهرت بقوة التحمل والصبر على التحديات الصعبة التي تواجهها في البيئة الصحراوية، وقد استخدمت تلك الصفة لضرب المثل على الإنسان الذي يتحمل الصعوبات ولا مكان للضّعف في حياته وإلخ.. من الأمثال المتنوعة والمنسوبة للجمل، وبغض النظر عن قوة تحمله وصبره إلا أنّ هناك مقولة تقول «هل أنت جواد أم جمل؟».. وهذه المقولة لها انطباعات وصور كثيرة، ولكنني عندما قرأتها لأول مرة.. استلهمت منها فكرة تخص العلاقات!! فهل أنت جواد أم جمل في تعاملك مع البعض؟؟

الجواد عندما يشتد عليه التعب فهو ينبئ صاحبه بذلك فيظهر تعبه شيئاً فشيئاً إلى أن يقع على الأرض ويموت، وبذلك هو قد أعطى صاحبه إشارةً حتى يتسنّى لهُ أن يتصرّف قبل أن يفقده تماماً!!

أمّا بالنسبة للجمل.. فهو عكس الجواد.. ولأنهُ معروف بقوة التحمّل فهو يتحمل التعب ويتحمل ويتحمل من دون أن يُشعر صاحبهُ بذلك، وفجأةً يقع على الأرض ويموت دون سابق إنذار!! فلذلك يطلق البعض على الخائن لقب «الجمل» لأنهُ بتلك الحركة يوقع صاحبه في مصيبة فقده المفاجئ.


فلو أسقطنا تعامل الجواد والجمل على علاقاتنا وبعيداً عن حكم الخائن أو غيره، فأنا أرى أن بعض العلاقات في حياتنا تستحق منا أن نعاملها كالجواد، عندما تصل لمرحلة التعب قبل الإنهاك.. نطلق إشارة إنذار للطرف الآخر لينتبه أنّ أجل العلاقة قد اقترب إن لم يتصرّف للحفاظ عليها من الانهيار، فنعطيه فرصة لتصحيح ما أفسدهُ في العلاقة وتحسين وضعها، وقد يكون ذلك أحياناً ليس حبّاً للطرف الآخر وإنّما لقدسية العلاقة أو من أجل صلة الرّحم أو بسبب وجود أطراف أخرى نعزّهم مرتبطين بتلك العلاقة.

وفي المقابل هناك علاقات لا تستحق منّا أي مجهود أبداً قبل إنهائها ولا حتى بيان موعد اختفائنا من حياتهم.. كالجمل تماماً!! وخاصةً العلاقات السّامّة والمؤذية والتي لا يؤثر قطعها سلباً على من هم مرتبطون بها إن وُجدوا.

فخلاصة الموضوع هو أن نتعلّم مع من نكون «جواد» ومع من نكون «جمل».