رائد البصري


يحرص العديد من العائلات على تزويج بناتهم من أفراد من العائلة نفسها لأسباب تختلف بحسب العادات والتقاليد وثقافة كل مجتمع على حد سواء، وعندما جاءت الأديان السماوية حرمت زواج الإخوة من الأخوات، ولم تمنع زواج الأقارب حيث يصل الأمر في بعض الأسر إلى المنع التام للإناث من الزواج للحفاظ على اسم ونسيج العائلة ومن تحت أهدافه المحافظة على بقاء واستمرار الجماعة وعدم اختلاطها بالغير والذي يحمل خطر الاندماج أو الانصهار في جماعات أخرى بسبب هذا النوع من الزيجات كما يحذر خبراء الوراثة من استمراره.

الأجيال قد تراكم الصفات الوراثية غير الجيدة ما يؤدي إلى ضعف النسل كما يقول المثل السائد: «روح بعيد وتعال سالم».

وعلى أثر ذلك سن كثير من البلدان قوانين لمنع زواج الأقارب بشكل عام لتجنب حدوث أمراض وراثية بقدر الإمكان نتيجة الاهتمام الشديد بالصحة العامة وصحة المجتمع، لما تشكله الأسرة من لبنة أساسية للمجتمع والوطن، كما يضيف المختصون بشأن الطب أنه يحتاج حامل المرض الوراثي إلى رعاية طبية وعلاج وغالباً ما يكون ذا تكلفة عالية أكثر من الأمراض الناتجة عن الزواج العادي، حيث تشير مراكز الدراسات العالمية إلى أن 10 % من زواج الأقارب يكونون حاملين الأمراض الوراثية والخلافات التي من شأنها قد تؤدي إلى الانفصال وتصدع تلك العوائل مع الجانب السلبي لزواج الأقارب.


ويشير المختصون إلى أن زواج الأقارب قد يتسبب في أمراص متعددة وكثيرة مثل مرض الطفل المغولي والتخلف العقلي وتعتبر القزمة من الأمراض الوراثية وفقر الدم المنجلي، والهيمولفيليا، وضغط الدم، والسكري الوراثي، وصغر حجم الرأس، وصعوبة النطق، والسمع الضعيف، وضعف البصر، والثلاسيميا، وكثير من الأمراض التي من الممكن التنبؤ بالإصابة بها عند عمل تحليل للجينات قبل الزواج.

لذلك زواج الأقارب لا يشكل عبئاً طالما قام المقدمان على الزواج بعمل الفحوصات اللازمة قبل الزواج للوقاية من الإصابة بأي مرض وراثي حيث إن الإصابة تشكل عبئاً جسدياً ونفسياً للطفل ونفسياً للوالدين.

وإذا كان بالأسرة أو العائلة أي عوامل وراثية مرغوبة ليست في غيرها من الأسر مثل صفات الجمال والذكاء والقوة حينها يصبح هذا الزواج أفضل شريطة ألا يستمر جيلاً بعد جيل كي لا تتحول الأسر إلى مجتمعات صغيرة مغلقة وهو ما يثبت وراثياً أنه مضر.