عائشة البوعينين


اعتادت إحدى الأمهات على وضع سلة عند مدخل المنزل وقت التجمع العائلي، فيضع كل من يدخل هاتفه في تلك السلة لتبدأ طقوس تجمع العائلة بكل انسجام.

تلك الأم شعرت بخطر ما يهدد سعادتها الأسرية؛ فهي تنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر، لكن الواقع المر أن الجميع يضع هاتفه على استحياء لأنه يرفض أن يتنازل عن جهازه الذي يحمله ولو بضع ساعات.

الأسرة هي أسمى وأرقى العلاقات؛ فالتواصل بين أفرادها يبقى أقوى من أي تواصل آخر، في المقابل لا نستطيع إنكار أن تلك الأجهزة ذات فاعلية إيجابية فهي كالسلاح ذي الحدين بالنسبة للعائلة، لذلك لا بد من معرفة كيفية الاستفادة منها إيجابياً والسعي نحو تقليص تلك التأثيرات السلبية.


لوسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة أضرار على أفراد الأسرة الواحدة لا بد من التطرق إلى البعض منها؛ فهي تقلل الفترات الزمنية التي يقضيها أفراد الأسرة مع بعضهم البعض ما ينعكس على زعزعة الترابط الأسري. كذلك اختراق الخصوصيات التي أصبحت عادة في وسائل التواصل الاجتماعي، فترى الجميع يشارك خصوصيات حياته في تلك البرامج وينشر أمور علاقاته الأسرية والعاطفية على الملأ، ما ساهم في حدوث كثير من المشاكل المعقدة التي أثرت سلباً في الكيان الأسري.

لا نستطيع الإنكار أن لوسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية إيجابيات بشرط أن يوظفها أصحابها بطريقة سليمة، فهي تعزز التواصل في حال التباعد الجسدي مثل ظروف الغربة وغيرها من الظروف.

همسة أسرية

الأسرة هي الملاذ الآمن والمكان الدافئ، والجو العائلي، والتجمع الأسري ليس له مثيل ولا يكتمل إلا بتكامل التواصل السليم والحضور الذهني للجميع.

* مدرب تربوي وكوتش اختصاصي سعادة ومرشد أسري