عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري




في عصر الشهادات والمستوى الثقافي الرفيع الكثير من الآباء والأمهات يمتلكون حصيلة علمية كافية لتجعل منهم ناجحين وظيفياً لكن عندما نرى الجانب الأهم من حياتهم وهو تربية الأبناء نشاهد الكثير منهم يفتقر إلى أبسط أبجديات التربية، فالتربية تحتاج إلى شخص يتعلمها فهي مجموعة من العلوم والمهارات والخبرات فبمجرد أنك قررت أن تنجب الأبناء حدد هدفك من هذا السلوك فإن كنت تريد أنك طبيعي تستطيع الإنجاب فقط ثم تحرص على أن تلبس طفلك أفضل اللباس وتطعمه أحسن الطعام ثم تجعله من أفضل حملة الشهادات.. هذا لا يسمى تربية وإنما هو جزء بسيط جداً من التربية.


إذا أردنا حقاً أن نربي يجب أن نتعلم كيف نربي من خلال اكتساب الخبرات من الناس المحيطين بنا فنستفيد من تجاربهم ونستقي من علومهم ثم نسعى لامتلاك المهارة بالاستعانة بالله والدعاء والتوكل عليه بالممارسة والتعامل مع المواقف بإيجابية والرحمة والرفق بالأبناء، فما دمت اتخذت الأسباب اسأل الله التوفيق لتجني ثمار تعبك وحصاد اجتهادك. التربية حق شرعي للأبناء فليس من الطبيعي أن نطالبهم ببرنا عندما نكبر ونحن لم نؤدِ حقهم علينا عند صغرهم، لا تحصر كلمة المستقبل لأبنائك بالشهادة والوظيفة والمال وغيرها من الأمور.. وإنما استثمر في أبنائك استثماراً حقيقياً في علاقتهم مع ربهم والتزامهم بدينهم.

كذلك لا يمكن إغفال أهمية صحة الأبناء النفسية بحيث يكونون أسوياء نفسياً يعيشون في جو هادئ بعيدين عن العنف الأسري وكل ما يمس كرامتهم واحترامهم لذواتهم. فالتربية في أنك تذكر ابنك كل يوم بأنك تحبه وتتقبله وتحضنه بدون أي شرط، التربية عندما تعلمه كيف يأخذ قراراً باستعمال عقله وتفكيره بشكل صحيح. التربية عندما تصنع ابناً يتحكم بانفعالاته ويتحمل مسؤولية تصرفاته فيحترم نفسه ويحترم الآخرين ويتقي الله فيما يقول ويفعل.

همسة أس

الوالدان غير مجبرين على الإنجاب لكنهما بمجرد اتخاذ قرار الإنجاب لابد أن يتحملا مسؤولية هذا الطفل الذي جاء إلى هذه الحياة.. فنحن لم نخلق في هذه الحياة عبثاً.