محمد إسحاق عبدالحميد




استكمالاً للمقال السابق والذي كتبت فيه مجموعة من الدروس والعبر التي تعلمتها من الحياة موجهة للطلبة وللمقبلين على الحياة الجامعية، والذي أرجو أن يكون فيها الفائدة فأقول: مما تعلمت في الحياة أن كلام الناس عن التخصصات بأن هذا سهل وذاك صعب هو كلام نسبي ومجرد رأي يُعبر عن قائله، وما قد تجده سهلاً يراه غيرك صعباً، والقدرات والرغبات بين الناس تتفاوت، والصواب أن كل التخصصات تحتاج لجهد حتى تجتازها، وما تمتلك الرغبة والقدرة على دراسته سيكون سهلاً بإذن الله.


ومن الأمور المهمة أيضاً أن تعلم أن ضريبة الإكمال في تخصص أنت متعثر فيه وبالكاد تجتاز المقررات الدراسية أكبر بكثير من ضريبة البحث عن تخصص آخر والانتقال إليه، وقد التقيت بطلبة تعثروا بتخصصات شتى قضوا فيها أكثر من 10 سنوات حتى يحصلوا على شهادة البكالوريوس وبدرجات تعتبر على حافة النجاح!! فاستشر من تثق برأيه ومن هو متخصص في التخصصات وتوجيه القدرات لتتعرف على مواطن الخلل لديك لتصلحها إذا أردت المواصلة في نفس التخصص أو إذا أردت أن تنتقل لتخصص آخر قبل أن تضيع عليك المزيد من السنوات.

وانتبه من الكلام الذي يكثر عن تخصصات المستقبل، وتأكد من أي نصيحة تسمعها فليس كل ما يثار عن التخصصات صحيح خصوصاً ما يشتهر في وسائل التواصل ومن ليس بمتخصص في المجال، وحتى لو عرفت أن تخصصاً ما سيكون عليه الطلب مستقبلاً فلابد أن تتأكد من أنه يتناسب معك، وأنك قادر على التميّز فيه، فما قيمة التخرج من تخصص مطلوب ولكن بمعدلات متدنية ومهارات شبه معدومة!!

ومما تعلمته أيضاً أن المستقبل غيب، ولا يعلم الغيب إلا الله، ولا أحد يعلم أين ستعمل وفي أي جهة أو مكان ستعمل، وأن علينا نحن الجد والاجتهاد وبذل الأسباب والدعاء أن يوفقنا الله للمكان الأصلح لنا.

أسأل الله أن يكتب لكم جميعاً تحقيق أمنياتكم والحصول على التخصصات التي تتناسب معكم.