وليد صبري




* الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين ونسبة نجاحه لا تتجاوز 50٪


* لا بدَّ من اتباع إستراتيجية تقييم المخاطر لمواجهة الهجمات السيبرانية

* إدراج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية في المراحل المختلفة

* مخاطر القرصنة والهجمات الإلكترونية تزيد باستخدام الإنترنت

* الشائعات والتجسس من أخطر جرائم الأمن السيبراني عالمياً

* دول تمنع وسائل التواصل الاجتماعي لأنها وسيلة للاختراق والقرصنة

أكد الخبير والمختص والمحاضر في جامعة باكينغهامشاير ببريطانيا في تخصصات الأمن السيبراني، د. ريتشارد بينغلي، أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين في معالجة الهجمات السيبرانية والإلكترونية وجرائم القرصنة، مشيراً إلى أنه على الشركات والمؤسسات اتباع إستراتيجية تقييم المخاطر من أجل مواجهة تلك الهجمات وتقليل الخسائر الناتجة عنها قدر الإمكان.

وأضاف في لقاء مع «الوطن» أن مسؤولية مواجهة الهجمات السيبرانية والإلكترونية ليست مقتصرة على العاملين في مجال التكنولوجيا ونظم المعلومات في المؤسسات والشركات والهيئات ولكنها مسؤولية جميع الموظفين الذين من الضروري عليهم أن يتلقوا مزيداً من التدريب ويكون لديهم الكثير من الوعي والإدراك لمخاطر الهجمات السيبرانية والإلكترونية وكيفية التعامل معها.

وشدد د. بينغلي، المؤلف لنحو 3 كتب في مجال الأمن السيبراني، على ضرورة إدراج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية في المراحل المختلفة، لأن مخاطر القرصنة والهجمات الإلكترونية تزيد باستخدام الإنترنت. وإلى نص اللقاء:

ما هي أبرز التحديات التي تواجه الأمن السيبراني على مستوى العالم؟

- يواجه الأمن السيبراني مجموعة من التحديات تتعلق بنشر الوعي، والتدريب الجيد، والوعي والتدريب، لا يقتصر فقط على الموظفين أو الفنيين أو العاملين في مجال التكنولوجيا ونظم المعلومات، بل هذا يشمل الجميع، وبالتالي يجب على جميع الموظفين العاملين في مجال الأمن السيبراني أن يكون لديهم الوعي والتدريب الجيد والعالي، في هذا المجال المؤثر، وذلك لأنه ثبت علمياً أن الموظفين الذين لديهم قلة وعي وتدريب، يكونون ثغرة بالنسبة للشركة التي يعملون بها، ويضعفونها، بل ويزيدون من مخاطر الهجمات الإلكترونية والسيبرانية التي من الممكن أن تتعرض لها الشركة.

ما هي أخطر الهجمات السيبرانية على مستوى العالم؟

- عام 2017، كان هناك اختراق سيبراني من روسيا على أوكرانيا، وكان له تأثير كبير على البنية التحتية والملاحة في البلاد، حيث خسرت أوكرانيا نحو 10 مليارات جنيه إسترليني، «12 مليار دولار»، وبوجه عام، من الممكن أن تكون الاختراقات الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك ما يتعلق بالاختراقات الأمنية المتعلقة بالبنوك، مثال، أن يرسل شخص لك رسالة نصية عبر الهاتف، وتكون عبارة عن رسالة اختراق، من خلالها يستطيع الشخص الذي يقوم بالقرصنة اختراق هاتفك والحصول على معلوماتك الشخصية ومن ثم المعلومات المتعلقة بالحسابات البنكية وبالتالي يتمكن من سرقة أموالك بسهولة، وكذلك من الممكن اختراق المعلومات الشخصية عن طريق عملات البيتكوين.

هل تعتقدون أن الذكاء الاصطناعي هو الحل الأمثل لمواجهة الهجمات السيبرانية؟

- لا شك في أن الذكاء الاصطناعي يعتبر حلاً عملياً لمواجهة الهجمات الإلكترونية والسيبرانية، وهو يحل جزءاً من المشكلة، لكنه في الوقت ذاته، ليس له نسبة معينة لنجاح خطة الحل، بل ربما يكون سلاحاً ذا حدين، يمكن أن يفيد ويمكن أن يضر، ونسبة نجاح الأمن السيبراني في مواجهة الأمن السيبراني ربما لا تتجاوز 50%، وبالتالي، الذكاء الاصطناعي لا يعتبر الحل الأمثل والأوحد لمواجهة الهجمات السيبرانية والإلكترونية، فعلى سبيل المثال، الشخص الذي يحترف القرصنة والهجمات الإلكترونية والسيبرانية يرسل عدداً كبيراً من الرسائل من أجل الاختراق، وفي المقابل، أنت كمؤسسة من خلال تطبيقك لتقنيات الذكاء الاصطناعي تستطيع من خلال الريبوتات أن توفر الحماية الكاملة وتقلل من نسبة احتمالات اختراق المعلومات، كما أنه يمكن ربط نظام المراقبة بالكاميرات وهذا شيء جيد، ربما يكون ضارا بنسبة قليلة لكن منافعه أكبر بكثير، وبالتالي كلما طبقت المستويات العالية من الذكاء الاصطناعي زادت نسبة حمايتك لمعلومات مؤسستك.

هل تعتقدون أنه حان الوقت لإدراج الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية لمواجهة الهجمات السيبرانية؟

- نعم، بالتأكيد، لا بد من أن يتم إدراج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية في المراحل المختلفة، لأن مخاطر الأمن السيبراني تزيد من خلال استخدام الإنترنت، ويمكن تشبيه استخدام الإنترنت، بمسألة قيادة السيارة، إذا لم تكن لديك رخصة قيادة، لا يمكنك قيادة السيارة بأمان، وبالتالي الاستخدام الأمثل للإنترنت يحتاج إلى كيفية مواجهة مخاطر الهجمات السيبرانية والإلكترونية والتعمق في فهم واستيعاب تقنيات الذكاء الاصطناعي، حتى تكون لديك إستراتيجيات تحميك من القرصنة والاختراقات.

ما هي أبرز الطرق والإستراتيجيات لمواجهة الهجمات السيبرانية؟

- لعل من أبرز الطرق والإستراتيجيات لمواجهة تلك الهجمات، أنه على الشركات والمؤسسات، بداية، اتباع إستراتيجية تقييم المخاطر، وخطة من أجل إيجاد حلول في حال التعرض لتلك الهجمات.

هل يعتبر العنصر البشري الحلقة الأضعف في منظومة الأمن السيبراني؟

- من الممكن أن يكون العنصر البشري الحلقة الأضعف إذا لم يكن لديه الوعي والتدريب الكافيان، وبالتالي يشكل خطراً حقيقياً على الشركة التي يعمل بها.

هل تعتبر الشائعات والتجسس من جرائم الأمن السيبراني والقرصنة؟

- بالتأكيد، التجسس أحد أخطر جرائم الأمن السيبراني عالمياً، لأنه بإمكان أي شخص أن يرسل رابطاً على إحدى قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة، وبمجرد أن تضغط عليه يستطيع أن يتجسس عليك دون أن تشعر، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الشائعات، فهي تعد إحدى الجرائم الخطيرة في ما يخص الأمن السيبراني، وتشكل خطراً حقيقياً بالنسبة إلى الدول، لأن الأمر يتعلق بمعلومات مغلوطة وغير حقيقية، وبالتالي يمكن أن تؤثر سلباً في مستقبل الشركات والمؤسسات وكذلك بالنسبة إلى الدول، ومن ثم تسعى بعض الدول إلى احتواء تلك المشاكل من خلال العمل على وقفها ومعالجتها وربما تلجأ إلى منع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.