وليد صبري * الألعاب الإلكترونية مؤشر خطير لانتشار السمنة بين الأطفال في البحرين* خلل مراكز الجوع والشبع في المخ تؤدي إلى الإصابة بالسمنة أو الهزال الشديد* د. ياسين تيم: 10% تأثير الأدوية والعقاقير في خفض الوزن* د. مريوان حسني: 90% نسبة إصابة السيدات بفقدان الشهية العصبي* منيرة المحميد: الوعي باضطرابات الأكل بالتحكم في توازن الطاقة بالجسمكشف الأستاذ المشارك بكلية الطب والعلوم الطبية في جامعة الخليج العربي، د. طارق أحمد الشيباني عن أن هناك نحو 15 سبباً تؤثر في عملية حرق الغذاء في جسم الإنسان، موضحاً أن من بينها الطول، والوزن، وممارسة الرياضة، والحالة النفسية، وإفراز هرمونات الغدة الدرقية، وكذلك هرمون الأدرينالين، محذراً من إهمال علاج السمنة؛ لأن مضاعفاتها تؤدي مباشرة إلى الإصابة بأمراض مختلفة مثل الكبد الدهني، وتليف الكبد، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة القلبية، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، والسكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. وأضاف في لقاء مع "الوطن" بمناسبة تنظيم ورشة عن اضطرابات الأكل ومضاعفات السمنة في مقر كلية الطب والعلوم الطبية بالجامعة، يوم الخميس، أن العادات الصحية الخاطئة، وخاصة مع الإفراط في تناول الغذاء من دون ممارسة الرياضة أدى إلى انتشار مرض السمنة بشكل كبير في المجتمعات، وخاصة تناول الطعام والغذاء غير الصحي، وما يتعلق بالوجبات السريعة، وبالتالي مع كثرة تناول الطعام، وعدم ممارسة الرياضة، ومن ثم عدم احتراق الطعام، ولا سيما الكربوهيدرات، حيث يتحول هذا الغذاء أو الطعام إلى دهون تخزن في بعض أعضاء جسم الإنسان، مثل الكبد، وفي الأنسجة الدهنية، وبالتالي يصاب الشخص بالسمنة، التي تصنف على أنها "مرض العصر". وذكر أن السمنة هي أول مرض يتم تدريسه للطلاب في السنة الأولى في كلية الطب نظراً إلى خطورته وارتباطه بمجموعة مختلفة من الأمراض المزمنة والخطيرة في ذات الوقت، مثل ضغط الدم، والسكري، وأمراض القلب، والكوليسترول.ونوه إلى ضرورة حرق كميات الطعام التي يتناولها الشخص بشكل يومي، وخاصة مع ممارسة الرياضة، حيث إن تناول كميات كبيرة من الطعام من دون حرقها يؤدي إلى تحولها إلى دهون تخزن في جسم الإنسان. وفي رد على سؤال حول العناصر التي تؤثر في عملية حرق الغذاء في جسم الإنسان، أفاد د. الشيباني بأنها تشمل الطول، والوزن، والحجم، والجنس، والعمر، وممارسة الرياضة، وكمية الطعام، وحرارة البيئة أو الوسط البيئي، والنمو، والتكاثر، والرضاعة، والحالة النفسية، وحرارة جسم الإنسان، وهرمون الغدة الدرقية، وهرمون الأدرينالين. وحذر من إهمال علاج السمنة وعدم ممارسة الرياضة؛ لأن مضاعفاتها تؤدي مباشرة إلى الإصابة بأمراض مختلفة مثل الكبد الدهني، وتليف الكبد، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة القلبية، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، والسكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. وفيما يتعلق بالإحصائيات الرسمية المعلنة في البحرين حول السمنة، والنسبة التي سجلت في المسح الصحي الوطني لمملكة البحرين 2018، وكشفت أن نسبة السمنة بين الإناث 47% والذكور 39% وأن النسبة الأعلى لانتشار السمنة كانت في الفئة العمرية من 45 إلى 59 سنة، أوضح د. الشيباني أن هناك مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالسمنة في البحرين، وأبرزها تناول الوجبات السريعة غير الصحية، وعدم ممارسة الرياضة، والوراثة، واستخدام الألعاب الإلكترونية وعدم ممارسة الرياضة التي تستوجب الحركة، كالسباحة وكرة القدم وكرة السلة واليد وغيرها.وقال إن الورشة سوف تناقش كذلك الجانب النفسي المتعلق بتناول الطعام، بالإضافة إلى تناول المراكز التي تتحكم في الطعام في المخ، وهي مركز الشبع، ومركز الجوع، فعندما يصبح مركز الجوع نشيطاً يشعر الشخص بالجوع، وبالتالي يبدأ في تناول الطعام، وبالتالي عند تحفيز مركز الجوع نبدأ في تناول الطعام، وإذا تم تحفيز مركز الشبع، نتوقف عن تناول الطعام، وبالتالي إذا حدث خلل في مراكز الجوع والشبع في المخ، فربما يشعر الشخص بالجوع باستمرار ويؤدي ذلك إلى تناوله كميات كبيرة من الطعام والغذاء، ومن ثم إصابته بالسمنة مستقبلاً. أو الشعور بالشبع باستمرار فيقلع عن الأكل ويصاب بالهزال الشديد.من جانبه، أوضح نائب عميد كلية الطب والعلوم الطبية للشؤون الأكاديمية، والأستاذ المشارك في علم الأدوية في جامعة الخليج العربي د. ياسين تيم أن تأثير الأدوية والعقاقير في خفض الوزن يتراوح بين 5% و10%، ولا تتجاوز تلك النسبة، مؤكداً أن الأساس في علاج السمنة ومن ثم خفض الوزن هو ممارسة الرياضة.وقال إن هناك نوعين من الأدوية التي تستخدم لعلاج السمنة وخفض الوزن، الأول، الأدوية مبددة للشهية، أما الثاني فالأدوية التي تختص بامتصاص الدهون في الجسم، مؤكداً أن الأفضل هو النوع الأول الذي يختص بتبديد الشهية. وذكر أن الأساس في علاج زيادة الوزن والسمنة هو العلاج غير الدوائي الذي يشمل تعديل نمط الحياة، مثل تناول الطعام الصحي الغني بالألياف والقليل بالسكريات والدهون وممارسة التمارين الرياضية والعلاج السلوكي، وفي حالات السمنة المفرطة التدخل الجراحي أي جراحة البدانة.من جهته، قال رئيس القسم الطب النفسي بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور مريوان حسني إن العالم العربي بوجه عام، والمجتمع الخليجي بشكل خاص، يشهد تغيرات اجتماعية وثقافية سريعة، حيث تشير التقارير إلى زيادة الرغبة في النحافة، ونتيجة لذلك هناك ارتفاع نسبة المعرضين لخطر اضطرابات الأكل كما أن هناك ارتباطات بأعراض اضطراب الأكل ومتغيرات متعلقة باضطراب الأكل، وهذه الارتباطات تتضمن أسباباً شتى منها أسباب نفسية وبيولوجية واجتماعية.وذكر أن أكثر أنواع اضطرابات الأكل شيوعاً هو فقدان الشهية العصبي، وغالباً ما يعاني مرضى فقدان الشهية العصبي من صورة مشوهة لأجسامهم؛ فهم يعتقدون أنهم يعانون من السمنة حتى عندما يعانون من نقص شديد في الوزن. وقال إنه من الممكن أن يتعرض الرجال والنساء في أي عمر من الأعمار إلى الإصابة بمرض فقدان الشهية العصبي لكن نحو 80% إلى 90% من مرضى فقدان الشهية العصبي هم من الإناث، كما أن المرض شائع بين الفتيات والشابات بمعدل انتشار حوالي 0.3% وهو أكثر شيوعاً عند الفتيات المراهقات بأكثر من الضعف بمتوسط عمر يبدأ من 15 عاماً.وأوضح أن هناك العديد من العوامل المتفاعلة التي يعتقد أنها مسؤولة عن تطوير فقدان الشهية العصبي، ومن هذه العوامل الوراثة، حيث إن تاريخ العائلة الجيني يكون سبباً قوياً لنقل مرض فقدان الشهية العصبي "التوريث المقدر هو 50%". وفيما يتعلق بالأنشطة أو المهن المعينة المرتبطة بارتفاع مخاطر الإصابة باضطرابات الأكل، أفاد د. ماريون بأنها تشمل، الموضة أو الرقص، أو عرض الأزياء، أو الرياضات الاحترافية.من جانبها، قالت الطالبة بالسنة الثالثة بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي، منيرة باسم المحميد إنه انطلاقاً من مواكبة الأسبوع العالمي للتوعية باضطرابات الأكل، تهدف ورشة العمل التي تعقد اليوم إلى رفع مستوى الوعي باضطرابات الأكل من خلال مناقشة مستجدات اضطرابات الأكل بدءاً من التنظيم والتحكم في توازن الطاقة بالجسم، وحتى العروض السريرية المختلفة. وذكرت أنه في الحقيقة بعد ملاحظة النقص في الوعي والمعلومات الدقيقة حول اضطرابات الأكل في المنطقة، تحركت لإجراء بحثي الخاص الذي يهدف إلى التحقيق في انتشار اضطرابات الأكل بين طلاب الطب بصفة خاصة والشريحة العمرية للشباب ما بين 18 و24 عاماً بصفة عامة، ولم أكن أهدف فقط إلى جمع البيانات العلمية، ولكن أيضاً إلى رفع الوعي وتشجيع الآخرين على تحدي وتعزيز معرفتهم الحالية حول هذا الموضوع، حيث آمل في المستقبل أن نوسع نطاق عملنا من خلال إنشاء مجتمع للتوعية باضطرابات الأكل، مقره في جامعة الخليج العربي من أجل أن يكون لدينا مزيد من الطلاب، وكذلك أعضاء هيئة التدريس والمهنيون الصحيون المشاركون في رؤيتنا.