في مسلسل «الأقدار» يبحث سعد الفرج عن نوخذة يعتمد عليه في تشكيل فريق من الغاصة والمساعدين لإخراج بومه في موسم الغوص، فيزكي أحد النواخذة المتواجدين في القهوة نفسه ويقول عبارة أصبحت لازمة وهي «احرص على النوخذة» وهو يشير لنفسه.
وقصة «البطل» المكلف بتشكيل فريق عمل قصة حفلت بها العديد من أفلام الكاوبوي، حيث كانت متعة الفيلم في بداياته في كيفية تشكيل الفريق، إذ تجده يسأل ويبحث ويتقصى بعناية كي يضمن أنه اختار الأقوى في كل مهارة ضرورية لإنجاز المهمة، يفرز وينتقي الأفضل من الأفضل، وذلك لأنه معني بنجاح المهمة أو المشروع الذي من أجله يشكل الفريق، وليس معنياً ببقائه مقرباً من صاحب المشروع.
اسمحوا لي أن تكون هذه مقدمة لمقالي، والذي لا علاقة له لا بالكاوبوي ولا بالغوص، بل له علاقة بدلالات تعيين شخص تكلفه بتشكيل فريق عمل ليكون عوناً للقائد.
عادة ما تكلف القيادات -على جميع مستويات القيادة- شخصاً ما مقرباً منها لتشكيل فريق عمل لإنجاز مشروع أو مهمة ما، وهنا سنسكت قليلاً على رأي المعلق الرياضي.
فاختيار هذا الشخص هو الأصعب إنما هو الأهم وهذا هو لب المقال، إذ أين تجد شخصاً مستعداً لتحمل مسؤولية اختياراته لا شخصاً يبحث عن كبش فداء وقت العجز عن إتمام المهام؟
شخصاً يختار أعضاء فريقه، وإن كانوا أفضل منه، لأنه حريص على إنجاز المهمة أكثر من حرصه على بقائه وحده دون غيره مقرباً من القائد؟
أما النقيض فهو عالة على من يختارها عالة على المهمة التي يراد إنجازها، لا تجد حوله إلا الأضعف لا شخصية ولا شجاعة ولا مهارة، لكنه ينفخ في من عينهم أمام سيده كي يقنعه أنه اختار له الأفضل، في حين أنه اختار الأضعف.
مشكلة هذا الشخص أنه يظن أنه قادر على إنجاز جميع المهام وحده، المهم أن لا يكون هناك ضمن الفريق من يمكن أن ينافسه.
هذه الشخصية تعيش على استبعاد الآخرين خاصة إذا لمست منهم قدرة على منافستها، تعيش على التشكيك في ولاء الآخرين ودس السم بالعسل فحرصه دائماً على طرح اسمه كأكثر الموالين والمخلصين والأكثر ضماناً والأكثر أمناً والأكثر ولاءً والأكثر قدرة على تخفيف الحمل عن قائد المهمة، يحاول طوال الوقت حمل الثقال من المهام حتى يشعر من عينه بأنه شخص حيوي قادر على إنجاز المهام وتاركاً لسيده وقتاً للراحة، يقنعه بأن لا يرهق نفسه بالمتابعة واعداً بأنه سيقوم بالنيابة عنه يجمع المهام كلها في يده مستعداً للعمل ليل نهار حريصاً على عدم بروز اسم لغيره في الفريق.
هذه العينات مهما طال زمن محاولاتها، إلا أن زيادة الحمل المرهق على كاهلها سيوقعه في الخطأ وحينها سينكشف ضعف الفريق كله الذي شكله وجمعه؛ لأنه لم يجمعهم بناء على كفاءاتهم، بل بناء على ولاءاتهم له هو.
أعرف هؤلاء حين تقع أي مشكلة ستجدهم مشغولين بالبحث عن كبش فداء لتحميله سبب الفشل في الإنجاز إنما لا يمكن أن تملك تلك العينة شجاعة تحمل مسؤولية اختياراتها.