وليد صبري




* "الحارس الليلي" يمنع احتكاك الأسنان وإطباقها بالقوة ويريح المفصل


* الصرير أثناء النوم أبرز أعراض اضطرابات مفصل الفك

* أشعة الرنين المغناطيسي تكشف مدى تآكل عظام المفصل

* أغلب اضطرابات ومشاكل مفصل الفك عرض وليست مرضاً

* تخفيف الضغط النفسي والعصبي خط العلاج الأول

* اللجوء للجراحة بالمنظار الدقيق الخيار الأخير في الحالات المتقدمة

كشف طبيب جراحة الفم والوجه والفكين بمجمع السلمانية الطبي د. محمد أحمد جوهر عن أن "السيدات أكثر الفئات تعرضاً لمشاكل مفصل الفك"، موضحاً أن "من أهم الأسباب التي تؤدي إلى اضطرابات مفصل الفك، الضغط والتوتر النفسي والعصبي الزائد، الذي قد يتعرض له الشخص لأسباب عديدة، منها ما هو متعلق بطبيعة وأوقات العمل المرهقة وغير المنتظمة". وأضاف في لقاء مع "الوطن" أن "الصرير أثناء النوم أبرز أعراض اضطرابات مفصل الفك"، مشيراً إلى أن "أغلب اضطرابات ومشاكل مفصل الفك عرض وليست مرضاً"، منوهاً إلى أن "تخفيف الضغط النفسي والعصبي يعتبر خط العلاج الأول". وذكر أن "أشعة الرنين المغناطيسي تكشف مدى تآكل عظام المفصل"، معتبراً أن "اللجوء للجراحة بالمنظار الدقيق، يعد الخيار الأخير في الحالات المتقدمة". وإلى نص اللقاء:

ما هي أهم مشاكل مفصل الفك؟

- مفصل الفك هو المفصل الذي يصل الفك السفلي بعظام الجمجمة، ويعد هذا المفصل من أكثر المفاصل تعقيداً في جسم الإنسان، وتشكل حركات المفصل المختلفة بالتزامن مع العضلات المحيطة به، وتسمى عضلات المضغ، بالتحكم في جميع حركات الفك السفلي، مثل فتح وغلق الفم، ومضغ الطعام، والكلام، والتثاؤب، والبلع، وغيرها من الحركات المختلفة، في تناغم وانسيابية، وبالتالي فوجود أي اضطراب في تلك العناصر سواء مكونات المفصل نفسه، أو العضلات المحيطة به، تؤدي إلى حدوث خلل في تلك الحركات، مما يؤثر على تلك الوظائف، ويعيق حركاتها الطبيعية. وتنقسم نماذج اضطرابات مفصل الفك إلى 3 حالات رئيسة هي، خلل في ترتيب مكونات المفصل نفسه، أو اضطرابات في العضلات المحيطة به "عضلات الفك"، أو تآكل في المفصل نفسه ناتج عن أمراض العظام، كالتهاب العظام المزمن، أو الالتهاب الروماتيزمي للعظام، وقد يعاني الشخص من أحد تلك الاضطرابات، أو أكثر من مشكلة في الوقت نفسه.

ما هي أسباب اضطرابات مفاصل الفك؟

- من أهم الأسباب التي تؤدي إلى اضطرابات مفصل الفك، هو الضغط والتوتر النفسي والعصبي الزائد، الذي قد يتعرض له الشخص لأسباب عديدة، منها ما هو متعلق بطبيعة وأوقات العمل المرهقة وغير المنتظمة، كالعمل في قطاع التدريس، أو المناوبات المتواصلة للعاملين في القطاع الطبي، والطلبة أثناء فترة الامتحانات، وغيرها من العوامل التي تؤدي إلى زيادة الضغط النفسي، كالمشاكل الشخصية والحياتية المختلفة، واضطرابات الهرمونات، كسن انقطاع الطمث لدى النساء، وفترة الحمل، وما بعد الولادة، حيث تعد النساء أكثر عرضة لمشاكل مفصل الفك، وغيرها من العوامل النفسية المختلفة، ونجد الكثير من الأشخاص، الذين يعانون من تلك الضغوط، هم أكثر عرضة لاضطرابات مفصل الفك، حيث يقوم الشخص أثناء نومه أو يومه، بالضغط على الأسنان وإطباقها بقوة لا إرادياً، وفي بعض الحالات، الجز على الأسنان، مما يصدر صوت صرير أثناء النوم، وهي طريقة لا إرادية من جسم الإنسان، للتخلص من تلك الضغوط اليومية، مما يؤدي إلى إرهاق شديد لعضلات المفصل ومكوناته الداخلية. ومن الأسباب الأخرى أيضاً المؤدية لاضطرابات مفصل الفك، الإصابات التي تحدث للفك والوجه والأذن، أو التهابات الأذن والعضلات، أو القولون العصبي، وبعض أمراض الجهاز العصبي، وهناك أيضاً أسباب وراثية وجينية، تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بتلك الاضطرابات، وكذلك الخلل في موضع أحد مكونات المفصل، وتحركه من مكانه كالغضروف الفاصل بين الفك السفلي والجمجمة، والذي ينظم حركة المفصل في جميع الاتجاهات، قد يؤدي أيضاً إلى تلك الاضطرابات.

ما هي أعراض اضطرابات والتهابات مفصل الفك؟

- من أهم الأعراض، الألم في المفصل ويكون عادةً أمام فتحة الأذن الخارجية، والألم يكون أكثر حدة عند الاستيقاظ، وقد يمتد الألم إلى الأذن، والفك السفلي، والعين، والوجه، والرقبة، والكتف، والظهر، كما أن الصداع أيضاً من أهم الأعراض المرتبطة بمفصل الفك، ويعتبر وجود صوت "طقطقة" عند فتح الفم، وانحراف مسار فتح وغلق الفم، من أهم الأعراض الشائعة، وكذلك عدم القدرة على فتح الفم بشكل كامل، وعدم إطباق الأسنان بشكل متناغم وصحيح، وألم في الأسنان في بعض الأحيان، بالإضافة إلى الشعور المستمر بالتعب والإرهاق، والدوار، واضطرابات النوم، وقد ينتبه الشريك إلى صوت الصرير الذي يصدره المريض أثناء النوم، وهو من أهم أعراض اضطرابات مفصل الفك.

ما هي طرق التشخيص؟

- يعتبر الفحص المبدئي عن طريق الفحص في العيادة، والاستعانة بصور الأشعة المختلفة، من أهم وسائل التشخيص، ومن أهم العوامل للوصول إلى التشخيص الصحيح، هو التحدث مع المريض بشكل مستفيض عن كافة الأعراض، والوصول إلى الأسباب المحتملة التي ذكرناها، فالاستماع الجيد إلى المريض وطمأنته من أهم عوامل نجاح التشخيص والعلاج، كما يتم في بعض الحالات إجراء بعض التحاليل المختبرية، لاستبعاد الأسباب الأخرى، ويشعر المريض عادةً بألم شديد عن الضغط على المنطقة المحيطة بالمفصل، وفي بعض الحالات المتقدمة يتم الاستعانة بأشعة الرنين المغناطيسي، للتأكد من سلامة مكونات المفصل الدقيقة، أو اكتشاف وجود تآكل في عظام المفصل أو الغضروف.

ماذا عن طرق العلاج؟

- يتدرج العلاج، طبقاً لشدة الأعراض وأسباب الاضطرابات، فخط العلاج الأول والأهم، هو تخفيف حدة الضغط النفسي والعصبي، والتحدث مع المريض عن ما يستطيع عمله للسيطرة على الانفعالات والضغوط النفسية والعصبية، عن طريق تغيير أسلوب الحياة قدر الإمكان، والابتعاد عن أسباب الانفعال والتوتر، والاستعانة بطرق السيطرة على الانفعالات، كاليوجا، وتمارين التأمل وغيرها، وهناك العديد من خيارات العلاج، ومن المهم أن يعي المريض أن عوامل نجاح العلاج تعتمد عليه بشكل كبير، وأن اضطرابات ومشاكل مفصل الفك، في أغلب الحالات هي عرض وليست مرضاً قائماً بحد ذاته، ومن أهم التعليمات التي تساهم في تخفيف حدة المشكلة، هي إراحة مفصل الفك، والعضلات المحيطة به، عن طريق الابتعاد عن الأطعمة صعبة المضغ أو الصلبة، كالمكسرات بأنواعها، واستبدالها قدر الإمكان بالأطعمة اللينة سهلة المضغ، كذلك عمل تمارين تدليك يومية لمنطقة المفصل، واستخدام الزيوت العطرية الملطفة لذلك، ووضع كمادات دافئة أو باردة على المفصل يومياً ، إلى جانب جلسات العلاج الطبيعي، ووصف بعض الأدوية المضادة للالتهاب، ومسكنات الألم، ومرخيات العضلات، وفي بعض الحالات يتم الاستعانة بالطبيب النفسي، للمساهمة في العلاج، ووصف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، وغيرها من الأدوية، كذلك من الممكن عمل قالب بلاستيكي مفصل للمريض، يتم وضعه على الأسنان أثناء النوم ويسمى "الحارس الليلي"، ليمنع احتكاك الأسنان، وإطباقها بالقوة، وبالتالي إراحة المفصل، وهناك جهاز آخر يعمل على إطباق الأسنان بشكل صحيح خلال اليوم، لإعادة المفصل إلى مكانه الصحيح، وكذلك علاج اضطرابات النوم يساهم بفعالية في علاج اضطرابات مفصل الفك، ومن طرق العلاج، هو حقن أماكن الألم بمخدر موضعي، أو مادة البوتكس لتخفيف الألم، حيث يتم على يد طبيب متخصص في جراحة الفم والفكين. واللجوء للجراحة قد يكون الخيار الأخير، في الحالات المتقدمة جداً، عن طريق المنظار الدقيق، لإزالة الالتصاقات وغسل المفصل، أو هناك بعض الحالات القليلة والمتقدمة جداً التي تستدعي استبدال المفصل، وللعلم فإن معظم الحالات تستجيب للعلاجات الأولية المهمة التي ذكرناها، وقد تؤدي الجراحات إلى نتائج عكسية ومضاعفات، إذا تم إجراؤها بلا داعي أو سبب مهم، وإعمالاً لمبدأ الوقاية خير من العلاج، فإن الابتعاد عن مسببات التوتر النفسي والانفعالات، ومحاولة تدارك المشكلة في بدايتها، من أهم العوامل لتجنب المضاعفات، وصعوبة العلاج.