وليد عبدالله

يقيم المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في الفترة الحالية معسكره التدريبي بجمهورية التشيك، والذي يأتي ضمن برنامج المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب لتحضير المنتخب استعدادا للمشاركة في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم المقرر إقامتها بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في يناير العام المقبل.



وقد استطلعت "الوطن الرياضي" آراء عدد من المدربين الوطنيين بشأن توقيت إقامة المعسكر الحالي، وهل سيكون لهذا المعسكر مردود إيجابي على المنتخب؟ وهل سيتأثر اللاعبون المنتظمون بالمعسكر، بعد عودتهم وانتظامهم مع أنديتهم في فترة الإعداد للموسم الكروي الجديد 2018/ 2019.

وقد انقسم المدربون بين مؤيد ومعارض لإقامة هذا المعسكر في هذا التوقيت، حيث أكد المؤيدون أن من حق الجهاز الفني الاستفادة من أي فترة يمكن من خلالها إقامة التجمعات والمعسكرات الداخلية والخارجية، فيما أشار المعارضون إلى أن توقيت المعسكر في هذه الفترة غير مجدي، خصوصا أن هذه الفترة ستتداخل مع فترة إعداد الأندية، وأن الجهاز الفني للمنتخب كان يجب أن يُرحل إقامة المعسكر بفترة لا تتجاوز الشهرين على أقل تقدير قبل المشاركة في كأس آسيا، للحصول على الاستفادة الكاملة من المعسكر من خلال تحقيق الانسجام والاطمئنان على مدى جاهزية اللاعبين لخوض منافسات المهمة الآسيوية.

الاستمرارية ضرورية

وقال المدرب الوطني عيسى السعدون: "إن المشكلة ليست في التوقيت فحسب، بل في كيفية الاستمرارية، حيث إن الجهاز الفني بقيادة المدرب سكوب قد وضع البرنامج التدريبي للمنتخب، ولكن هل يقابل هذا البرنامج الاستمرارية؟ عندما يفكر المنتخب في خوض معسكر تدريبي لمدة لا تقل عن 3 أسابيع، يشمل جميع الجوانب البدنية والفنية وخوض المباريات الودية. فالمشكلة عندما يعود اللاعبون بعد انتهاء فترة المعسكر في 17 يوليو الجاري وينتظمون مع أنديتهم، فمعظم الأندية قد بدأت مرحلة الإعداد للموسم القادم خاصة فرق أندية الدرجة الاولى. فسيعود اللاعب بالانتظام من جديد لمرحلة الإعداد، رغم أنه قد تجاوز تلك المرحلة وبدأ يدخل أجواء المباريات. فالمباريات التجريبية في الأندية ستبدأ في الاسبوع الثالث من هذه المرحلة، والتي ستكون بصورة متدرجة ولن يبدأ المدربون بالمباريات القوية"، مضيفا أنه إذا استمر اللاعبون في برنامج المنتخب مع المدرب سكوب سيكون أفضل، من عودتهم مع أنديتهم، مشيرا إلى أن الخطأ أن ينتظم اللاعبون بمعسكر ويصلون لمرحلة متقدمة في الإعداد، ويعودون ليبدؤوا من جديد مرحلة إعداد جديدة، موضحا أن هذه المشكلة ليست مع الجهاز الفني الحالي بقيادة المدرب سكوب بالتحديد، بل مع الأجهزة الفنية التي تعاقبت على المنتخب خلال الفترة الأخيرة، حيث واجهه المدربون الوطنيون بالأندية مشاكل في تنفيذ الأجهزة الفنية للمنتخب البرنامج التدريبي، خصوصا في هذا التوقيت الذي يتم اختياره لإقامة معسكر المنتخب.

التنسيق مطلوب

من جانبه، قال المدرب الوطني مريان عيد: "إن الجهاز الفني للمنتخب دائما يفضل أن يكون في استمرارية من خلال التجمعات والمعسكرات التدريبية لرفع المستوى الفني والتكتيكي للاعبين. ولكن يجب أن يكون هناك تنسيق مسبق بين مدرب المنتخب ومدربي الأندية، وتوصيل الفكرة والهدف الأساسي من كل تجمع على مستوى المراحل الإعدادية للمنتخب.

وأضاف: أعتقد أن هذه الفترة التي تشهد إقامة معسكر المنتخب في التشيك، صعبة بالنسبة للمدرب خصوصا وأنها ستتداخل مع بداية مرحلة الإعداد لعدد من الأندية"، لافتا إلى أن المدرب سيحقق نتائج إيجابية في هذا المعسكر متى ما تواجد اللاعبون الأساسيون بشكل كامل، ومشيرا إلى أن المدرب قد يواجه نتائج سلبية في حال عدم استدعاء هؤلاء اللاعبين في هذه المرحلة، ولن يحقق الهدف المطلوب في هذا التجمع، إذ يجب على مدرب اللياقة البدنية بالمنتخب التنسيق المسبق مع مدربي الأندية، لتوضيح البرنامج الإعدادي في هذه الفترة، لكي لا يتأثر اللاعبون سلبا بعد عودتهم مع أنديتهم في المرحلة الإعدادية الاولية للموسم.

معسكر سياحي!

من جهته، قال المدرب الوطني صلاح حبيب: "إن توقيت إقامة معسكر المنتخب الوطني في هذه الفترة قرار غير مدروس وليس صحيحا اتخاذه، ولن تكون هناك فائدة مرجوة منه، وأعتقد أن المعسكر يمكن أن نطلق عليه مسمى معسكر سياحي أكثر من أن يكون معسكر إعدادي. لأنه من الصعب أن ينتظم اللاعب في مرحلة إعداد مع المنتخب في هذه الفترة في أجواء تختلف عن أجوائنا، ويعود مرة أخرى لينتظم في مرحلة إعداد جديدة مع ناديه من الصفر وفي الأجواء الحارة! وأعتقد كذلك أن التوقيت غير ملائم نهائيا، ويمكن أن نستثني لاعبي المحرق والرفاع المتواجدين مع المنتخب والذين سيكونون أمام مشاركة في بطولة الأندية العربية في أغسطس وسبتمبر المقبلين، فهم سيستفيدون نسبيا من هذا التجمع. أما بقية اللاعبين فسيعانون في فترة الإعداد وسيواجهون مشكلة مع أنديتهم في عدم وجود مدرب بدني إضافي متخصص يمكن أن يتدربوا معه خلال فترة الإعداد مع أنديتهم، لاسيما أنهم وصلوا لمرحلة إعدادية جيدة عن بقية اللاعبين بالنادي"، موضحا أن إقامة المعسكر في هذا التوقيت لن يخدم المنتخب الذي تنتظره مشاركة بعد 5 شهور في الإمارات نهائيات كأس آسيا.

من حق سكوب

وقال المدرب الوطني علي عاشور: "بصفتي مدربا لفريق نادي الرفاع أعتقد أن انتظام لاعبي فريق الرفاع في معسكر المنتخب سيكون له انعكاسات إيجابية، خصوصا أنهم سيكون على جاهزية متقدمة من الناحية البدنية، التي سيستفيد منها الفريق في المرحلة القادمة من مرحلة الإعداد. ورغم أن تأخرهم عن فترة إعداد الفريق لفترة أسبوعين، لن يكون هناك أي تأثير على الفريق من ناحية التجانس والانسجام، ولدينا متسع من الوقت لتحقيق ذلك قبل المشاركة المرتقبة وبداية الموسم التي ستكون من المقرر إقامتها في منتصف شهر سبتمبر القادم"، مضيفا أن مدرب المنتخب سكوب لديه الحق بالمطالبة بإقامة معسكر، معتبرا هذا التوقيت فرصة لاستدعاء اللاعبين في هذا التجمع، لافتا أن هذه الفترة ستمنح المدرب فرصة الدخول في تحضيرات وتفاصيل إعدادية وسيتعرف على اللاعبين بشكل أكبر من ناحية مستوياتهم خاصة مع تواجد لاعبين جدد في قائمته الاخيرة، موضحا أن المعسكر سيكون له مردود إيجابي، منوها في الوقت ذاته أن عمل الأندية هو من أجل مصلحة المنتخب.

نظرة طبيعية

من جانبه، قال المدرب الوطني عبدالمنعم الدخيل: "أعتقد نظرة مدرب المنتخب طبيعية بإقامة المعسكر في هذا التوقيت، خاصة أن المدرب يحتاج إلى انسجام اللاعبين، وإيصال فكرته وطريقة لعبه لهم، وأيضا يحتاج إلى الإعداد التراكمي هو اللياقة التراكمية، القوة التراكمية، الفكر والخبرة. وأعتقد أن في فترة الدوري لا يملك المدرب الوقت لإقامة هذا التجمع، بالأفكار والطريقة التي يسعى لتطبيقها، وفترة توقف الفرق في فترة الصيف هي الوحيدة التي يمكن من خلالها الاستفادة من تنفيذ هذا البرنامج".

وأضاف: "وبالنسبة للاعب فقد توقف لمدة ثلاث أسابيع إلى أربعة أسابيع، وهي فترة انتقالية، وخاصة أن اللاعبين المحترفين في العالم تمتد هذه الفترة لقرابة شهر فقط. فالفترة الانتقالية للاعب تكفي لمدة اسبوعين إلى ثلاثة أسابيع إذا كانت بصورة سلبية صحيحة. وانتقالهم إلى الحمل العالي بالمنتخب طبيعي جدا، خاصة ان المنتخب يحتاج إلى مباريات تجريبية. وبالنسبة لعودة اللاعب إلى ناديه ويبدأ فترة إعداد جديدة معه، هذا الأمر يحتاج إلى أن يتعامل معه مدرب الفريق، فالمدرب يدرك أن اللاعب خاص تدريبات اللياقة البدنية مع المنتخب، ويمكن أن يعتبرها راحة بسيطة بالحمل وتنزيل الحمل تدريجيا في فترة عودته التي يقابلها فترة استعداد بقية اللاعبين للموسم القادم، والتي تتخللها فترة الإعداد الخاص الذي يكون فيها الحمل عالي. والحمل العالي لم يعد كما كان في السابق، حيث أن تدريباته متداخلة مع بعض تدريبات المهارة. واعتقد انه لن يتغير على اللاعب بين فترة تواجده مع المنتخب وبين عودته وانتظامه في تدريبات فريقه في مرحلة الإعداد".