* ناشط فرنسي لـ"الوطن": الفصل بات واضحاً بين الإسلام والإرهاب

باريس - لوركا خيزران

إرهابيون على صلة باليمين المتطرف خططوا لشن هجمات ضد مسلمين وكان بحوزتهم أسلحة، قضية أثارت الرأي العام في فرنسا بعد أن ارتبط أي حادث إرهابي أو التخطيط له بأسماء أو تنظيمات إسلامية متطرفة، وهو ما رأى فيه الناشط الحقوقي فرانك سيرجالا في تصريح لـ "الوطن"، "فرصة للتوعية بضرورة الفصل بين الإسلام والإرهاب".



وبحسب مصادر قضائية فرنسية فان "شرطة مكافحة الإرهاب اعتقلت 10 أشخاص على صلة باليمين المتطرف بتهمة التخطيط لشن هجمات ضد مسلمين، إضافة إلى مصادرة أسلحة خلال عمليات تفتيش متعلقة بتلك القضية".

ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصدر قريب من التحقيق أن "المشتبه بهم كان لديهم مشروع هجوم ملامحه غير محددة في هذه المرحلة، إلا أنه يستهدف مسلمين".

وأظهرت مراقبة المديرية العامة للأمن الداخلي أنهم "كانوا منظمين لارتكاب أعمال عنف ضد ما يُعتقد أنه أهداف على علاقة محتملة بالإسلام المتطرف". ويتعين أن يحدد التحقيق مدى تطور هذه الخطة.

وتبين التسجيلات التي اعترضتها مديرية الأمن الداخلي أنهم أرادوا الحصول على أسلحة، وتمت مصادرة أسلحة خلال عمليات تفتيش وفقاً لهذا المصدر.

وقال مصدر قضائي إن"الشرطة قامت بعمليات الاعتقال ضمن تحقيق جنائي فتح بباريس في مؤامرة إجرامية إرهابية جنائية"، فيما قال مصدر مقرب من الملف إن "عمليتي اعتقال من أصل عشرة جرت في جزيرة كورسيكا".

وقال الناشط الحقوقي فرانك سيرجالا لـ"الوطن" إن "التشدد والتطرف في الخطاب والطرح من قبل أحزاب يمينية متطرفة بعضها قديم وآخر جديد، ازدادت وجرت القارة الأوروبية نحو يمين أكثر تطرفا، تشكل الكراهية ومعاداة الآخرين عموده الفقري، وهو ما تواجهه الحكومة الفرنسية دون هوادة".

وأضاف أنه "رغم فظاعة وجود تخطيط لجريمة إرهابية تستهدف أناسا على أساس انتمائهم الديني أو الفكري أو العرقي، إلا أنها فرصة للتوعية بضرورة الفصل بين الاسلام والإرهاب".

وتابع "الآن دور الإعلام ليقول للناس انظروا هناك إرهابيون ليسو مسلمين والضحية هذه المرة هم المسلمون".

وشهدت فرنسا عدة حوادث ارهابية استهدفت مدنيين وأعلن المسؤولية عنها تنظيمات متطرفة على رأسها "داعش" الإرهابي.

واعرب ممثلو الفرنسيين المسلمين عن "القلق الشديد" بعد الإعلان عن اعتقال 10 أشخاص من أقصى اليمين المتطرف، يشتبه بتخطيطهم لارتكاب أعمال عنف بحق المسلمين.

وكان عناصر من المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسي داهموا أماكن عدة في كورسيكا والمنطقة الباريسية وشارنت ماريتيم غرب البلاد واعتقلوا عشرة أشخاص، كما ضبطوا بنادق ومسدسات وقنابل يدوية الصنع، حسب مصادر مقربة من التحقيق.

وكان الموقوفون العشرة لا يزالون قيد التحقيق الاثنين، ويمكن إبقاؤهم كذلك لمدة 96 ساعة قبل توجيه التهم اليهم. وأوضح مصدر مقرب من التحقيق أنه كانت لدى العشرة "خطط للانتقال إلى ارتكاب أعمال عنف لم تتحدد معالمها بعد، تستهدف أشخاصاً من الطائفة الإسلامية".

وسلطت الاعتقالات الضوء على أقصى اليمين المتطرف الذي تنامى نفوذه إثر الهجمات الجهادية التي ضربت باريس بشكل خاص خلال السنتين الماضيتين، وأوقعت أكثر من مئتي قتيل.

وأوضح المصدر نفسه أن هناك امرأة بين المعتقلين، وتتراوح أعمارهم بين 32 و69 عاماً.

وأفادت شبكة التلفزيون "تي أف 1-ال سي أي" التي كشفت عن الاعتقالات، بأن هؤلاء الأشخاص كانوا يخططون للاعتداء على أئمة مساجد متشددين، وعلى معتقلين إسلاميين خرجوا من السجون، وأيضاً على نساء محجبات يتم اختيارهن بشكل عشوائي.

وعبر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عن "القلق العميق" إزاء سلامة نحو 6 ملايين مسلم يعيشون في فرنسا، وتخوف من تعرض نحو 2500 مركز ديني إسلامي في البلاد للاعتداء.