برنامج (قدها) صدم الجميع في أول عرض ظهر به، لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن نشاهد مثل هذه الأحداث الواقعية، كمية عمل وجهد واقعي بعيد كل البعد عن الحبكة الدرامية والتمثيل.
سمو الشيخ ناصر بن حمد وجه قيادة الحرس الملكي بإطلاق البرنامج التلفزيوني «قدها» والذي كان الهدف منه إبراز القدرات العالية التي يتمتع بها الشباب البحريني في المجالات المختلفة، وركزت كلمات سمو الشيخ ناصر بن حمد على أهداف ومفاهيم تنحصر في جملة (غرس قيم الصبر والتحمل ومواجهة الصعاب والإبداع والتحدي لدى الشباب البحريني).
أعتقد شخصياً بأن برنامج (قدها)، فتح عدة تساؤلات لدى الشباب، فكثير ممن شاهد البرامج تخيل نفسه في مكان هؤلاء المشاركين، وهل بإمكانه أن يصمد أمام كل هذه التحديات والمهمات! هناك زوجة سألت زوجها وأم سألت ولدها وأب سأل ابنه وابن سأل أباه (هل أنت قدها ؟)، تساؤل مشروع لدى الجميع هل نحن قدها؟
يمكنني القول إن الغالبية العظمى من الشباب البحريني يعتقد في نفسه بأن بإمكانه تجاوز مثل هذه التحديات، والواقع قد يكون ليس كما يعتقد الكثير، التحديات التي خاضتها المجموعة المشاركة تحتاج إلى إمكانات قد لا يتمتع بها أغلب الشباب ليس لأنها مهمات وتمارين صعبة وخارقة، بل لأن نمط وأسلوب حياتنا ألزم علينا أن نصبح أرواحاً في أجساد ثقيلة يصعب عليها خوص أبسط التحديات الجسدية.
أنواع المهمات العسكرية التي خاضها هؤلاء كانت صعبة بالنسبة للأشخاص العاديين، وقد يجدها الشخص العسكري والرياضي روتيناً يومياً وأموراً بسيطة يمكن تجاوزها بسهولة.
المجموعة المشاركة من الشباب قدمت نموذجاً رائعاً للشاب البحريني المصر على مواجهة التحديات والوصول إلى أقصى حدود الصبر، وإن تفاوتت قدراتها وإمكانياتها، وأعتقد بأننا- خاصة الشباب- بحاجة إلى جاهزية دائمة ولياقة أقل ما يمكن القول عنها مقبولة، يجب أن يكون هناك نظام وبرنامج يلزم الجميع بمستوى لياقة دائم، فمهمة من هي؟
يمكن أن يكون هناك برنامج وطني منظم يشمل عدة فئات عمرية يحقق كل هذه التطلعات، وزارة التربية والتعليم يمكن أن تكون المدخل والمفتاح لحقبة وأجيال تملك كل الإمكانيات الجسدية والنفسية، كالتركيز على المستوى (الثانوي) وخلال الثلاث سنوات الدراسية يمكن تخريج أبطال جاهزين لمواجهة الحياة وتحدياتها.
ومؤسسات الدولة كذلك يجب أن تكون ضمن خطة تضعها الجهة المعنية (قيادة الحرس الملكي) بأن تجعل برنامجاً دورياً لمنتسبيها يحقق لها ولمملكة البحرين بشكل عام الهدف الذي تنشده بأن يكون كل بحريني قدها.