قبل أيام قليلة استضافت مملكة البحرين ورشة عمل إقليمية مخصصة لاستشراف مستقبل التعليم الجامعي وربطه بمهارات ومهن المستقبل، جاءت هذه الورشة بتنظيم من مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومجلس التعليم العالي بمملكة البحرين، كانت الورشة رائعة وموفقة، استهلها مدير مركز اليونيسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم بكلمة مميزة ضمنها مفاهيم وأساسيات لصورة التعليم الجامعي المستقبلية، ومن بين ما قال إن التعليم المستقبلي سيرتكز إلى ثلاثة أمور، هي المتعة والبهجة والفائدة، وفي هذه اللحظات التي ذكر فيها هذه الأساسيات المهمة، قفزت إلى ذهني مشاهد لم أرها، ولكن كأنني شاهدتها بنفسي لبراعة روايتها عندما قرأتها كما كتبها صاحبها الشاعر البغدادي المعروف الملا عبود الكرخي، وهو يروي أول أيام دراسته في بغداد في حدود سنة 1867 في الكتاتيب وهو بعمر السادسة، بضع كلمات كأنها مشاهد من أحد أفلام الرعب أو الإثارة، فطريقة التعليم كانت قائمة على التعذيب الجسدي والنفسي، وكل ذلك لتعليم الطفل القراءة والكتابة فقط، وهي طريقة تركت آثارا نفسية سلبية لم يستطع ذلك الشاعر تخطيها حتى بعد عشرات السنين.
مئات السنين مرت والتعليم قائم على نقل المعرفة من شخص إلى آخر فقط، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر مع التغييرات والتطورات الحاصلة، ولن تكون هناك فرصة لأي نظام تعليمي لن يتغير ويغير هذه الفكرة، وعملية التغير في التعليم يجب أن ترتكز بالفعل إلى المتعة والبهجة والفائدة، لأنها فلسفة قائمة على أن التعليم لا يمكن أن يكون مجرد عملية نقل للمعرفة، بل يجب أن يتضن تجربة تفاعلية للطالب تحفزه على الاستكشاف والنقد، فالطالب يكون مستعدا للتعلم بشكل أفضل عندما يجد متعته في التعليم، لا عندما يشعر بوجود واجب وعليه أن ينجزه، والمتعة تتحقق باستخدام أساليب تعليمية تفاعلية، أما البهجة فتتحقق عندما يعزز شعور الطالب بالسعادة وتكون البيئة إيجابية داخل الفصل الدراسي، فيحصل عندئذ التعاون بين المتعلمين، وأخيرا تأتي الفائدة عندما يؤثر التعليم على الطالب ويجعله قادرا على تطبيق المعرفة عمليا في حياته اليومية، وهي نتاج طبيعي لإدماج المتعة والبهجة.
هذه السمات الثلاث تجعل من التعليم تجربة شاملة تسهم في تطور فكر ومهارات المتعلم، وتعده لمواجهة الحياة، والقدرة على التفكير، وحل المشكلات بطرق إبداعية والقدرة على التعلم مدى الحياة، فضلا على قدرته على اجتياز الاختبارات بنجاح، التعليم الذي يحتاجه الطلبة ليحصلوا على مهارات تناسب مهن المستقبل، هو تعليم بلا ألم.
* عميد كلية القانون – الجامعة الخليجية
drfiras13@gmail.com
drfmim@
مئات السنين مرت والتعليم قائم على نقل المعرفة من شخص إلى آخر فقط، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر مع التغييرات والتطورات الحاصلة، ولن تكون هناك فرصة لأي نظام تعليمي لن يتغير ويغير هذه الفكرة، وعملية التغير في التعليم يجب أن ترتكز بالفعل إلى المتعة والبهجة والفائدة، لأنها فلسفة قائمة على أن التعليم لا يمكن أن يكون مجرد عملية نقل للمعرفة، بل يجب أن يتضن تجربة تفاعلية للطالب تحفزه على الاستكشاف والنقد، فالطالب يكون مستعدا للتعلم بشكل أفضل عندما يجد متعته في التعليم، لا عندما يشعر بوجود واجب وعليه أن ينجزه، والمتعة تتحقق باستخدام أساليب تعليمية تفاعلية، أما البهجة فتتحقق عندما يعزز شعور الطالب بالسعادة وتكون البيئة إيجابية داخل الفصل الدراسي، فيحصل عندئذ التعاون بين المتعلمين، وأخيرا تأتي الفائدة عندما يؤثر التعليم على الطالب ويجعله قادرا على تطبيق المعرفة عمليا في حياته اليومية، وهي نتاج طبيعي لإدماج المتعة والبهجة.
هذه السمات الثلاث تجعل من التعليم تجربة شاملة تسهم في تطور فكر ومهارات المتعلم، وتعده لمواجهة الحياة، والقدرة على التفكير، وحل المشكلات بطرق إبداعية والقدرة على التعلم مدى الحياة، فضلا على قدرته على اجتياز الاختبارات بنجاح، التعليم الذي يحتاجه الطلبة ليحصلوا على مهارات تناسب مهن المستقبل، هو تعليم بلا ألم.
* عميد كلية القانون – الجامعة الخليجية
drfiras13@gmail.com
drfmim@