منذ عدة أشهر وبالصدفة ولأني من عشاق متابعة "الراديو" وقعت يدي على إذاعة بتردد 99.7 FM "راديو الشرق" والتي تتبع مجموع بلومبرغ، وهي محطة إذاعية سعودية مختلفة تماماً عن مفهوم المحطات الإذاعية في منطقة الخليج بشكل عام.هذه الإذاعة تقدم محتوى لم يسبقها أحد من الإذاعات الموجودة في المنطقة، فمحتوى هذه الإذاعة يركز على فكرة "تطوير" الإنسان، طبعاً لم تذكر الإذاعة هذا، إلا أنك بمجرد متابعة هذه الإذاعة لعدة أيام تكتشف بأنها تقدم محتوى إيجابياً جداً من ناحية تطوير المهارات الفكرية والعاطفية والتجارية لرواد الأعمال وفئة الشباب بشكل خاص.برامج هذه الإذاعة تتنوع ما بين تزويد المتلقي بمعلومات عن كيفية تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعريف الناس بها، وتقديم القوانين التجارية وكيفية الاستفادة منها، بالإضافة إلى برنامج يقدم معلومات اقتصادية لأهم التطورات الحديثة في الأسواق العالمية وكيفية الاستفادة منها، زد عليها برنامج يحكي عن قصص نجاح وتطور المؤسسات التجارية عن طريق الاستفادة من المبادرات التي قدمتها الحكومة السعودية، وكثير من البرامج التي كانت عبارة عن "بودكاست" وتم الاستفادة منها لإثراء محتوى هذه الإذاعة.وما دفعني لذكر هذا الموضوع والحديث عن هذه الإذاعة، هو سؤال داخلي راودني وطرحته على أكثر من شخصية إعلامية ولم أجد عندها الإجابة المقنعة، " لماذا لا نملك مثل هذه الإذاعة؟ ولم نبادر نحن في البحرين لمثل هذه الإذاعة ؟ "، أليس جهاز الإذاعة لدينا من أقدم الأجهزة على مستوى الخليج؟ ونملك عدة محطات إذاعية ومجموعة مخضرمة وشباباً من الإعلاميين البارزين في مجال الإذاعة بشكل خاص!أضف إلى ذلك كله، وجود وزارة مثل وزارة التنمية المستدامة والتي من المفترض ومنذ تأسيسها أعدت جدول أعمال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فلماذا حتى اليوم لم نسمع أو نشاهد أي إضافة أو رسالة للمجتمع!الإذاعة كانت ولاتزال من أهم وسائل توجيه وتطوير المجتمعات في العالم، وليس صحيحاً ما يقال بأن الجيل الحالي ليس لديه اهتمام أو رغبة في متابعة الإذاعة، فقط يحتاج الجيل الحالي والسابق والقادم لمواكبة المحتوى المناسب الذي يقدم ويضيف أشياء تكون من ضمن اهتماماته، المشاهد والمستمع البحريني يبحث عن الجديد والمختلف، والأكيد أن إذاعة البحرين بإمكانياتها ومنتسبيها لديهم القدرة على ذلك.
الرأي
لماذا لا نملك مثل هذه الإذاعة؟
24 يونيو 2024