في ظل الأجواء السياسية الراهنة في مملكة البحرين، برزت الانتخابات التكميلية لعضوية مجلس النواب في الدائرة الأولى بمحافظة المحرق كموضوع يشغل اهتمام العديد من المواطنين، ليس فقط في هذه الدائرة، بل وحتى في باقي الدوائر والمحافظات. لقد أصبح هذا الاستحقاق الداخلي حديث الشارع البحريني، مما أثار التساؤلات حول الأسباب التي تدفع البعض، سواء من داخل الدائرة أو خارجها، للتدخل والتأثير في مسار هذه الانتخابات.ما يثير الدهشة والاستغراب، هو أن هذه الانتخابات التي من المفترض أن تكون شأناً داخلياً للدائرة الأولى بالمحرق، قد تحولت إلى محور للنقاش والتدخلات من قبل أطراف خارجية، سواء من خارج الدائرة أو من خارج البلد. أصوات تأتي من خارج المحرق، ومن حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ليست ببحرينية، كلها تحاول التأثير في مسار الانتخابات وتوجيه خيارات الناخبين. فلماذا هذا التدخل؟ هل لدى البعض هاجس المؤامرة دائماً حاضر في كل حدث سياسي؟ هل يُصر البعض على تشويه وتمزيق الشارع البحريني تحت مسميات مذهبية وحزبية وعرقية؟مع احترامي لجميع الأصوات الناشطة في مملكتنا الغالية، وهم إخوة أعزاء، اليوم دوركم هو تحفيز وتشجيع الناس على المشاركة الإيجابية وإظهار أهمية هذه العملية والقرار، وليس ترجيح كفة أي شخص مترشح. الهدف من الانتخابات ليس فرض رأي معين أو توجيه الناخبين نحو خيارات محددة، بل تعزيز الديمقراطية واحترام إرادة الناس.أنا شخصياً لا دخل لي في هذه الانتخابات وليس من ضرورياتي البحث والتقصي عن المترشحين، فأنا بعيد كل البعد عن المشهد السياسي التكميلي لهذه الانتخابات. ومع ذلك، أجد أن تدخل بعض الأطراف لتوجيه رأي الناخبين ومحاولة التأثير على اختياراتهم هو أمر غير مقبول. أهالي الدائرة الأولى في محافظة المحرق أدرى بشعابها، وهم الأكثر معرفة بما يناسبهم وبمن يمثلهم في مجلس النواب. الكلمة والقرار يجب أن يبقيا في أيديهم وحدهم دون تدخلات من أي طرف كان.تبقى نقطة مهمة تتكرر في مثل هذه الأجواء الانتخابية وهي عبارة «فلان يستاهل»، نعم، كل أبناء الوطن فيهم الخير، ولكن يجب أن نتذكر أن البحرين هي من تستحق، وأهالي الدائرة هم من يستحقون أن يُمثَّلوا بشخص يكون ممثلاً إيجابياً وفعالاً لهم وللشعب. هذا المنصب ليس هدية أو مكافأة تمنح لشخصٍ كنوع من التقدير، بل هو مسؤولية كبيرة تتطلب من يحملها أن يكون قادراً على العطاء والعمل بإخلاص.في النهاية، يجب أن نتذكر أن العملية الانتخابية هي أداة لتعزيز الديمقراطية واحترام إرادة الناخبين، وليست ساحة لتصفية الحسابات أو لفرض آراء معينة على الناس. الوعي الانتخابي والقدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مفبرك هو ما يجب أن يميز هذه الانتخابات، وأهالي الدائرة الأولى في المحرق لديهم من الوعي والخبرة ما يكفي لاتخاذ القرار الصحيح بعيداً عن أي تدخلات خارجية.باختصار، فإن الانتخابات التكميلية في الدائرة الأولى بالمحرق يجب أن تبقى شأناً داخليا بامتياز، ويجب أن يكون الخيار لأهالي الدائرة وحدهم، فهم الأدرى بمصالحهم والأقدر على تحديد مستقبلهم السياسي. ولنترك الكلمة لهم، دون تدخلات أو محاولات لفرض أجندات خارجية عليهم.