الرأي

التعليم من أجل الهوية والمواطنة الخليجية

يعد التعليم أمراً بالغ الأهمية في الخليج العربي للحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتجهيز الأجيال القادمة لمواجهة التحديات العالمية. وإدراكاً لهذا، أطلق مكتب التربية العربي لدول الخليج وجامعة الخليج العربي مؤخراً الكرسي العلمي المشترك للهوية والمواطنة الخليجية. واليوم يتم الاحتفال بهذا الحدث جنباً إلى جنب مع افتتاح ندوة «التعليم من أجل المواطنة»، بالتزامن مع يوم المعلم العالمي.
- أهمية التعليم: يعد التعليم من أجل المواطنة أمراً ضرورياً لمنطقة الخليج لعدة أسباب. فالتحديث السريع والعولمة والتأثيرات الأجنبية تفرض تحديات فريدة للحفاظ على تراث وقيم الخليج. ويساعد التعليم في ضمان بقاء الجيل الأصغر سنًا على اتصال بجذوره، بينما يصبح مواطناً قادراً على المنافسة عالمياً.
وعلاوة على ذلك، تتطلب التحولات الاقتصادية والتكنولوجية في الخليج قوة عاملة متعلمة جيداً وقادرة على التكيف. إن تعليم المواطنة يعزز القيم مثل المسؤولية المدنية والتسامح والتماسك الاجتماعي - وهي ضرورية للحفاظ على الوحدة الوطنية في مواجهة التنوع والتغيير. ومن خلال تعزيز القيم الثقافية والدينية المشتركة، يعمل تعليم المواطنة على تعزيز الهوية الخليجية الجماعية وإعداد الأجيال القادمة للمساهمة في ازدهار دولهم.
- دور البحرين: لقد اتخذت البحرين خطوات كبيرة لإعطاء الأولوية لتعليم المواطنة، معترفة به كمفتاح لتعزيز مجتمع متوازن ومستنير. وقد قامت المملكة بدمج هذا في مناهجها الوطنية، مع التركيز على تاريخ البحرين وثقافتها والحاجة إلى المشاركة المدنية النشطة.
تهدف الإصلاحات التعليمية في البحرين إلى إعداد الطلاب ليس فقط أكاديمياً، ولكن أيضاً لتزويدهم بالمهارات والقيم الأساسية للتنقل في تعقيدات الحياة الحديثة. تدعم هذه الجهود أهداف البحرين في تعزيز الوحدة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والأمن الوطني. من خلال المشاركة في المبادرات التعليمية الدولية، تشجع البحرين أيضاً الحوار والتسامح والسلام، مما يعزز دورها كقائد في التعليم الخليجي.
- الكرسي العلمي: إن إنشاء الكرسي العلمي المشترك للهوية والمواطنة الخليجية يشكل خطوة مهمة في مواجهة التحديات التي تفرضها العولمة والتغير المجتمعي. وتركز هذه المبادرة على تعزيز الهوية الخليجية والمواطنة والفخر الوطني من خلال البرامج البحثية والتعليمية. كما تهدف إلى التأثير على السياسات التي تضمن استعداد الجيل القادم للحفاظ على التقاليد الخليجية مع الانخراط في التطورات العالمية.
من خلال هذا الكرسي، يضمن مكتب التربية العربي لدول الخليج وجامعة الخليج العربي بقاء الخليج صامداً في مواجهة الضغوط الخارجية. إن التركيز على تعليم المواطنة من شأنه أن يزرع جيلاً متجذراً بعمق في قيمه ومستعداً لتلبية مطالب المستقبل.
- الخلاصة: إن إطلاق الكرسي العلمي المشترك وندوة «التعليم من أجل المواطنة» يمثلان جهداً حيوياً في الحفاظ على الهوية الخليجية وإعداد المواطنين المستقبليين. ومع مواجهة المنطقة لتحديات مختلفة، فإن الجيل الذي يدرك تراثه الثقافي ومستعد للقيادة أمر ضروري. وتلعب البحرين، بتركيزها القوي على تعليم المواطنة، دوراً رئيسياً في هذه الجهود الإقليمية.
ومن خلال إعطاء الأولوية للتعليم من أجل المواطنة، تعمل دول الخليج على إعداد شبابها لمواجهة التحديات العالمية مع ضمان بقاء هويتها الفريدة مصدر فخر وقوة للأجيال القادمة.