تُعدّ المرأة البحرينية نموذجاً حيّاً للقدرة على الموازنة بين الحفاظ على الهوية الوطنية والمشاركة الفاعلة في بناء المجتمع. لقد أثبتت حضورها القوي في كافة المجالات، وخاصة في مؤسسات المجتمع المدني التي تُعتبر الركيزة الأساسية لتنمية المجتمعات المحلية وتعزيز التماسك الاجتماعي، وقد ساهمت في تأسيس وإدارة الجمعيات الأهلية والخيرية، ولم يقتصر دورها على دعم الفئات المحتاجة فقط، بل يمتد إلى تمكين المجتمع بأكمله من مواجهة التحديات وبناء مستقبل أكثر إشراقاً، إن ما حققته المرأة البحرينية في هذا المجال يأتي استكمالاً لما تحقق في ظل المسيرة التنموية الشاملة التي انطلقت قبل خمسة وعشرين عامًا بتولّي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم من خلال الجهد الكبير الذي قامت به صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.
وإن من النماذج المميزة والرائدة والتي تُعدّ من أنجح مؤسسات المجتمع المدني والتي تأسست وتُدار من قِبل نخبة من نساء البحرين الفاضلات، هي مؤسسة المبرّة الخليفية التي أسّستها سمو الشيخة زين بنت عبدالله بن خالد آل خليفة حفظها الله وعدد من الشخصيات النسائية اللواتي عملن على تأسيس المبرّة بهدف إحداث تأثير إيجابي على المجتمع البحريني، لتحتل دوراً حيوياً في مملكة البحرين وساهمت بشكل مميّز في بناء شخصيات شبابية قادرة على البناء والتطوير في المؤسسات الحكومية والخاصة، هذه الشخصيات هي نتاج توفير بيئة داعمة تساهم في رعاية الأجيال وكفالة تعليمهم، وتعزيز مهاراتهم القيادية، حيث ساهمت في تزويد الشباب بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق طموحاتهم والمساهمة في نهضة وطنهم. وفي ظل دورها الكبير، يمكن اعتبارها نموذجاً بارزاً لمؤسسات المجتمع المدني في تمكين الشباب وإعدادهم لمستقبل أكثر إشراقاً.
تأتي جهود مؤسسة المبرّة الخليفية في مجال التعليم واضحة من خلال برنامج "رايات" للمنح الدراسية، الذي يوفّر فرصاً تعليمية للطلبة البحرينيين للالتحاق بالجامعات المعتمدة داخل المملكة. وبالإضافة إلى الدعم المالي، يشتمل البرنامج على ورش عمل وتدريبات مهنية تُتيح للطلبة اكتساب المهارات اللازمة لسوق العمل. هذا النهج يتكامل مع دور مؤسسات المجتمع المدني في تقديم برامج تعليمية وتأهيلية تكمّل التعليم الأكاديمي، وتساهم في تهيئة الشباب لمواجهة التحديات المهنية، ويكمل الجهود التعليمية برنامج "إثراء الشباب" بتوفيره توجيهاً وإرشاداً يعزّز من مهارات الأجيال البحرينية. يُعنى هذا البرنامج بتنمية المهارات الشخصية والقيادية، من خلال ورش عمل وأنشطة مُصمّمة لتعزيز ثقة الشباب بأنفسهم وتوجيههم نحو تحقيق طموحاتهم الشخصية والمهنية. وبهذا، تتشابه جهود المؤسسة مع جهود مؤسسات المجتمع المدني التي تهدف إلى توجيه الشباب ومساعدتهم في اتخاذ قرارات حياتية سليمة، ويُعنى بتنمية المهارات القيادية لدى الشباب البحريني، ليصبحوا قادرين على اتخاذ القرارات وتحمّل المسؤولية. هذا الجانب يعزّز من قدراتهم في بناء مجتمع قوي ومتعاون، يتماشى مع دور مؤسسات المجتمع المدني في غرس قيم التعاون والمسؤولية الاجتماعية وتعزيز الشعور بالانتماء.
وقد حصلت مؤسسة المبرّة الخليفية على عدة جوائز وتكريمات محلية ودولية تقديراً لدورها في رعاية الشباب وتعليمهم، ومنها جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للريادة في العمل المجتمعي، وجائزة الملك حمد لتمكين الشباب. هذه الجوائز تدلّ على نجاح المؤسسة في تحقيق أهدافها الاجتماعية، وتظهر كفاءة برامجها في إحداث فرق ملموس في حياة الشباب البحريني.
تمثل مؤسسة المبرة الخليفية نموذجاً فعّالاً لمؤسسات المجتمع المدني، حيث تسهم من خلال برامجها التعليمية والقيادية في بناء جيل واعٍ ومتعلم، قادر على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وكفاءة، وتمتلك رؤية وطنية وخططاً استراتيجية تضعها عضوات مجلس الأمناء برئاسة سمو الشيخة زين بنت عبدالله بن خالد آل خليفة حفظها الله، وفريق عمل مميز ومبدع بقيادة الأخت صبا يوسف سيادي وفريق عملها المتقن.
همسة
على وقع الاحتفالات بيوم المرأة البحرينية نُهدي باقات الحُبّ والتقدير لكل أمٍّ ساهمت في تربية أبناء بارّين بوطنهم يحمون حِماه في المواقع كافة، يحافظون على قيم دينهم ومجتمعهم ويساهمون في بنائه ورفعته.